استفاض حكام السعودية في وضع الخطط الاصلاحية والتنموية على مدى عقود من الزمن، إلا أن أياً من تلك المشاريع لم يبصر النور حتى اليوم، وهو أمر أدخل المواطن في حالة من اللامبالاة مع كل وعود التغيير المعلنة. هل ستمتد خيبات السعوديين إلى “رؤية 2030” أم أن البلاد تقف حقاً على عتبة التغيير؟
تقرير رامي الخليل
ضاق السعوديون ذرعاً بوعود الرياض الاصلاحية الفارغة من مضامينها، إذ أنه على مر السنين، بقيت مجمل المشاريع المعلنة حبراً على ورق، بدءاً من الإعمار والإنماء مروراً بيجاد البنى التحتية وصولاً إلى الارتقاء بحياة المواطن بمختلف نواحيها، حقوقية كانت، ثقافية، فكرية وحتى ترفيهية. وفيما ظل المواطنون يرتقبون التغيير عاماً بعد آخر، ويُمنُّون النفس بقرب الخروج من قمقم التشدد الطاغي، بدأت الرياض تروج لـ”رؤية 2030″، التي أطلقها ولي ولي العهد محمد بن سلمان، على أنها خشبة الخلاص للمواطنين، والتي ستحقق لهم آمالهم المنتظرة.
وأوضحت هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” في تقرير أن الرياض باتت ملزمة بإدخال التغييرات نظراً إلى ظروفها لاقتصادية الراهنة، وفيما اشتدت الحاجة لإيجاد نقلة نوعية في نواحي الحياة السعودية، خاصة مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط، الركيزة الأساس للاقتصاد السعودي، إلا أن تلك التغييرات لا تزال بطيئة وتواجه صعوبات بسبب نفوذ السلطة الدينية المتشددة التي تكافح لوقف سياسات الانفتاح.
ونقلت معدة التقرير ليز دوسيت عن باحث سعودي، رفض الكشف عن اسمه تحاشياً للملاحقة، تشكيكه بإمكانية النجاح في تطبيق بنود الرؤية، مشيراً إلى أن العثرة تتمثل بالجوانب العملية لتحقيقها، إذ أنه إلى جانب البيروقراطية المسيطرة على كافة النواحي الإدارية، هناك أيضاً رغبة المسؤولين السعوديين الكبار وصعوبة خضوعهم لتلك التغييرات على الصعيد الشخصي، مع ما يعنيه ذلك من تخليهم عن أسلوب حياتهم المترف.
ونقلت دوسيت عن المهندسة السعودية نادية الهزاع التي تجهد في الترويج لـ”رؤية 2030″ قولها، إن السعوديين تمتعوا لفترة طويلة بعطايا الدولة على اعتبار أنها من المسلّمات، مشيرة إلى أنهم اليوم مطالبون للقيام بالمزيد وتحمل جزء من المسؤوليات الملقاة على عاتق بلادهم، وهي اقتبست لذلك المقولة الشهيرة للرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي، “لا تسألوا ماذا قدمت بلادكم لكم، بل اسألوا ماذا قدمتم لبلادكم”.