يهدف الرئيس الإيراني حسن روحاني من خلال زيارته إلى سلطنة عُمان والكويت إيصال رسائل طمأنة للدولة الخليجية، للتأكيد على دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أمن المنطقة، وأن طهران كانت وستبقى السباقة إلى التقارب والحوار.
تقرير محمود البدري
بعد نحو شهر على طرح مبادرة الحوار التي حملها وزير خارجية الكويت صباح الخالد الحمد الصباح، ورغبة بعض دول الخليج في تعزيز العلاقات مع إيران، وحل المشاكل والخلافات ورفع مستوى العلاقات عن طريق الحوار والتفاوض، ردّت إيران على الرسالة الخليجية بزيارة تفتح الآفاق لإعادة العلاقات بين دول الاقليم، إذ توجه الرئيس الايراني حسن روحاني إلى كل من الكويت وسلطنة عُمان ليؤكد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي السباقة دوما إلى التقارب، والمستجيبة لأصوات الاعتدال في المجموعة العربية.
وأكد روحاني أنّ “إيران لم ولن تفكر بتاتاً بأي اعتداء أو تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كما أنها لا تريد فرض عقائدها الدينية أو المذهبية او السياسية على الآخرين”. وأضاف “لا بد من التفكير بالوحدة أكثر من أي وقت آخر والعمل على سد الفجوة المختلقة بين المسلمين التي أوجدتها القوى الكبرى. منطقتنا غير مستقرة، وسندرس خلال الزيارة الظروف القائمة في العراق وسوريا واليمن بصورة خاصة والدور الذي يمكن للبلدين لعبه في ايقاف سفك الدماء”.
وتهدف خطوة الرئيس روحاني إلى إيصال رسائل طمأنة للدولة الخليجية مفادها أن إيران لا تضمر أي شر وحريصة على التعاون. وقد جاءت الرسالة وسط عاصفة من التصريحات الأميركية ضد إيران، والتهديد بحرب اقتصادية، ومضي كل من تركيا والسعودية في هذا التيار، والذي تجلى في رفض السعودية للمبادرة الكويتية للحوار وللتقارب مع إيران.
ولم تأتِ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض بالتزامن مع زيارة الرئيس روحاني إلى الدولتين الخليجيين، بمحض الصدفة، بل في إطار العمل على إقامة محور معادٍ لطهران، ونسج تحالفات سياسية، وربما عسكرية أيضاً، مع بدء حرب باردة، اقتصادية، تقودها الإدارة الاميركية الجديدة بزعامة دونالد ترامب.