انتقدت إيران التناغم في المواقف بين السعودية وكيان الاحتلال الاسرائيلي ضدها، لا سيما في ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، ومزاعمهما بأن طهران تشكل التهديد الرئيس في المنطقة.
تقرير محمود البدري
ربما لن تجد تل أبيب حليفا لها يجاريها في كل صغيرة وكبيرة، كما وجدت في الرياض، لا سيما في المشروع المناهض والمعادي لطهران، خاصة مع رهان المملكة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يضع العداء لإيران أيضاً نصب عينيه.
كان مؤتمر ميونيخ للأمن واحداً من المحطات التي أظهرت هذا التناغم في المواقف بين المملكة والكيان. هاجما إيران بشدة، معتبرين أنها الخطر الأكبر والتهديد المباشر الذي يسعى إلى تقويض السعودية وإزالة الاحتلال الإسرائيلي من الوجود.
لكن إيران أظهرت في المقابل لوينة وترحيباً بالحوار مع السعودية، بدءاً بموقف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الداعي إلى حوار إقليمي، وتعاون الجميع لإيجاد حل للأزمات التي تعصف في منطقة الشرق الأوسط. وصولاً إلى ترحيب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بالحوار المباشر مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية، ما يؤكد السعي الإيراني إلى تثبيت أمن وسلام وهدوء واستقرار المنطقة، وهي مواقفٌ صمَّت السعودية آذانها عنها، الأمر الذي دفع المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة بهرام قاسمي إلى القول إنه وبغية التعويض عن فشلهما واحباطاتهما الكثيرة في المنطقة، “يتصور النظامان السعودي والاسرائيلي بأنه عليهما إثارة الأجواء الدولية ضد ايران”، مشددا على أنه “من المؤسف أن يعوّل كيان الاحتلال صراحة على التعاون والتنسيق مع دولة إسلامية في المضي بسياساته العدائية تجاه مختلف القضايا”.
ولفت دبلوماسيون غربيون في الرياض إلى أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تعمد تصعيد الأزمة مع إيران، على خلفية مهاجمة السفارة السعودية في الثاني من يناير/كانون الثاني 2016، على الرغم من محاولات رئيس الجمهورية الايرانية حسن روحاني وظريف تهدئة الأوضاع واعتقال المهاجمين، لا بل محاكمتهم أيضا، في حين يقول مقربون من الجبير نفسه إنه مجرد موظف مأمور، وإنه ينفّذ سياسة المملكة، ولا يخترعها.
أما رهان السعودية على الرئيس الأميركي ترامب وكيان الاحتلال الاسرائيلي لاستعادة موقعها الإقليمي بعد هزيمتها في اليمن وسوريا، فقد أكدته شبكة “سي إن بي سي” التلفزيونية الأميركية، التي نقلت عن الجبير قوله إن ترامب يمكن أن يمد غصن الزيتون إلى كل المناطق في العالم ويشمل ذلك تشكيل تحالفات قوية داخل العالم العربي.