ست سنوات مرت من عمر الحراك الشعبي في السعودية، والحياة لا تزال تنبض في أجساد المواطنين الذين ما انفكت قوات السلطة تُعمِل فيهم قتلاً وترهيباً، ومَن لم يُقتل منهم بحد السيف، واجه أبشع أساليب التعذيب قبل أن يقضي شهيداً.
تقرير رامي الخليل
هكذا وفي الليلة الظلماء ارتقى الشاب محمد الفلفل شهيداً برصاص قوات الحقد السعودي بعدما خرج محتجاً على اعتقال الشيخ الشهيد نمر النمر، الرصاصة التي اختارت بدقة هدفها لم تكن الأولى، كما أنها لن تكون الأخيرة، وفيما بين الرصاصتين، أتقنت قوات القتل السعودية فنون القتل والتعذيب، فالسحل لم يعد كافياً لعناصر منظومة القمع في بلاد الحرمين، أما حرق الأحياء فأسلوب بات أوهن من أن يروي عطش الدم في شهية حكَّام، لم تعد أيامهم إلا عدد.
أجراء القتل لدى آل سعود أتقنوا حرفة الإرهاب على مدار ستة أعوام من قمع شعب مظلوم كان كل جرمه أنه خرج يطلب الإصلاح في مملكة، بخلت عليه بالعيش الكريم، هذا الشهيد عبدالله اللاجامي يُهشّم وجهه بعد موته، ثم يوضع في المرحاض، وذاك الفارس الجميل مرسي يقضي بعدما تم التمثيل بجسده بالسجائر وأشبع طعناً قبل أن يترجل عن فرسه شهيداً.
لم يُعدَم إرهاب آل سعود حيلة، وأريحة جرمهم تفتقت يمنة ويساراً، ها هو مكي العرايض الذي اختطف من حاجز مدخل صفوى وقتل تحت التعذيب يتلو بجراحات جسده آيات عذاباته على أيدي جلّاديه، معلناً للعالم أجمع أن في المملكة شعب رفض الظلم يوماً ووقف يواجه بلحمه الحي أعتى الطغاة.
تطول لائحة القتل السعودي، من عبد الرحيم الفرج الذي طعن في فخذه ليبقى ينزف حتى الموت، مروراً بخالد اللباد الذي اخترقت صدره رصاصات الحقد وجرى تمزيق جسده بالآلات حادة، وصولاً لشهداء السبت الدامي الذين تم حرق بعضهم بعد قتلهم، وليس انتهاءاً بالشهيد محمد الحساوي الذي قضى تحت التعذيب في أحد سجون نظام آل سعود.
على الرغم من آلة القتل السعودية المتمادية، يصر السعوديون على استكمال ما كانوا قد بدأوه في فبراير/شباط 2011، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا مهما ارتفعت ضريبة الدم ومهما اشتدت غطرسة نظام آل سعود، ليبقى لسان حالهم يقول:
قطعوا الأيدي هل تقطيعها يمنع الأعين أن تنظر شزراً
أطفئوا الأعين هل إطفاؤها يمنع الأنفاس أن تصعد زفراً
أخمدوا الأنفاس هذا جهدكم وبه منجاتكم منَّا فشكرا