دفع خوف السلطة الحاكمة في السعودية من كشف حقيقتها واضطهادها للمنطقة الشرقية وأهلها إلى قتل أربعة شبان إعلاميين عمداً.
محمود البدري
هذا ما قد لا تراه في السعودية حيث يصعب على وسائل الإعلام العمل هنا. إنهم رجال قرروا توثيق ظلم السلطة الحاكمة بحق المنطقة الشرقية بالصوت والصورة بعد حراك شعبي سلمي بدأه أهالي القطيف منذ ست سنوات، للمطالبة بأبسط الحقوق، كرفع التمييز الطائفي والإفراج عن أصحاب الرأي، بالإضافة إلى حق المساوة بين أبناء الوطن.
لكن آل سعود قرروا وضع حد للحراك. لم يكتفوا بقتل رموزه، وناشطيه، بل أعدموا كل من حمل آلة تصوير ليوثق اضطهادهم وقمعهم، وليخرج مطالب الشعب من ستار التعتيم والتشوية الذي حاكته أدوات النظام الإعلامية.
استشهد أربعة شبان إعلاميين، سلاحهم عدسة تصوير، برصاص الغدر السعودي. لم تشفع الراية البيضاء التي حملها الشهيد حسين الفرج من قتله، ولعل رصاصات النظام السعودي تخجل من اختراق جسده.
أما الشيد زهير السعيد عبد الله السعيد، فنال ما تمناه في 10 فبراير/شباط 2012. شعرت أمه بخطر قد يصيبه فحاولت ثنيه عن الخروج للمشاركة في المظاهرة، وتوثيقها بكاميرته، إلا أن جوابه كان أنه يتمنى الشهادة. وبينما كان يقوم بتصوير مدرعات القوات السعودية التي حاولت فض التظاهرة بالقوة، وبرغم أنه كان يقف وسط جمع من الشبان، إلا أن رصاصة القناص اختارته فقط لأنه كان يحمل الكاميرا، السلاح السلمي الذي يرعب آل سعود، ويعري أكاذيبهم واتهاماتهم الباطلة.
السيد أكبر الشاخوري، ومحمد الفلفل استشهدا خلال تصويرهما لمسيرة احتجاجية تطالب بالإفراج عن الشيخ الشهيد نمر باقر النمر في 8 يوليو/تموز 2012. كواكب ما كان أقصر عمرهم، وكذا تكون كواكب الأسحار. استشهدوا لينيروا بدمائهم طريق الأحرار ويكشفوا حقائق وجرائم السلطة الحاكمة في المملكة.