تشهد المنطقة حراكاً دبلوماسياً رفيع المستوى، خاصة في ظل المقاربات الاميركية الجديدة للملفات الخلافية، بدءاً من القضية الفلسطينية وحل الدولتين وصولاً للكلام عن سياسة المحاور وتصنيف ايران بين عدو وحليف.
تقرير رامي الخليل
مع بدء تبلور السياسات الخارجية للادارة الاميركية في المنطقة، وفي ظل المواقف الصريحة التي ارخت بثقلها على عدد من الملفات الخلافية، يبدو أن دول المنطقة أدارت محركاتها الديبلوماسية سعياً لحجز مكان في خارطة القوى الآخذة بالارتسام.
وأخرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى العلن خبر الاجتماع الذي عُقد في عام 2017 في مدينة العقبة الأردنية، بين كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمناقشة حل الدولتين وانتهى بالفشل، غير أن تعليق الرئاسة المصرية على التقرير الاسرائيلي ومسارعتها لإيضاح موقفها عبر التأكيد على أن القاهرة “لا تدخر جهدا في سبيل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية”، أمر ترك علامات استفهام عديدة، خاصة مع تزامن هذه الاجتماعات مع عملية الابتزاز التي بدأتها واشنطن، والمتمثلة بمقايضة حل الدولتين بتشكيل حلف عربي اسرائيلي اميركي معاد لإيران.
واستُتبع اجتماع العقبة الذي أريد له أن يكون سرياً، يوم الثلاثاء 21 فبراير/شباط 2017، بمباحثات بين السيسي والملك الأردني في القاهرة بشأن القضية الفلسطينية، وسط تأكيد على استمرار دعمهما لحل الدولتين باعتباره الحل العادل للشعب الفلسطيني.
من جهته، وصف المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس القاهرة وعمَّان بأنها تمثلان “الشريك الأمني الأهم لإسرائيل في المنطقة”، غير أن تشديده على ضرورة توطيد التنسيق الأمني مع مصر تحسباً لنشوء تهديد جديد يضع مقاربة مصر والاردن حول حل الدولتين أمام تحد إثبات الصدقية. فهل سترضخ عمَّان والقاهرة للابتزاز الاميركي، وبالتالي تقايضان حل الدولتين بالتحالف المناهض لإيران؟