تنتشر مشاهد صادمة على وسائل التواصل الاجتماعي توثق حالات الفقر في السعودية. من البحث في النفايات عن الطعام، إلى افتراش الطرق، في أغنى بلد نفطي في العالم.
تقرير رانيا حسين
وعلى الرغم من أن بلادهم تقبع على أكثر الأراضي الغنية بالنفط في العالم، إلا أن حال السعوديين ليس كحال أرضهم. صدم البلد الأغنى بالنفط في العالم الأمم المتحدة بمستوى الفقر في الكثير من مناطقه.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية حول نسبة الفقراء، إلا أن هناك مؤشرات عدة تدل على وجود أزمة عميقة في هذا الإطار.
وأظهر آخر تقرير نشرته وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لعام 2012 و2013 وجود أكثر من 13 مليون حالة تتعامل معها الوزارة، وأن هناك ما يقارب 130 ألف حالة مستجدة سنوياً تتقدم بطلبات للوزارة، ولا يوجد تحديث لعدد هذه الحالات منذ أكثر من أربع سنوات.
وتمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بمشاهد مرعبة لمواطنين سعوديين، وهم يبحثون عن الطعام في النفايات او حتى ينامون على الأرصفة والشوارع. وكانت الأمم المتحدة أعربت خلال شهر يناير/كانون الثاني 2017 عن صدمتها من مستوى الفقر في الكثير من مناطق السعودية، وأكد المقرر الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الانسان فيليب ستون، أنه صُدمَ خلال زيارته جيزان، من جراء ما رآه من ظروف معيشية للسكان فيها.
وفضلاً عن الفقر، يعاني السعوديون من أزمات متنوعة، منها ارتفاع معدلات البطالة وعدم القدرة على الحصول على مسكن ملائم، إضافة الى ازمات التعليم والنقل والصحة. ويأتي كل هذا فيما يتم هدر الأموال العامة من خلال صفقات الفساد بين أمراء الاسرة الحاكمة وكبار الرأسماليين من مقاولين ومتعهدين وأصحاب نفوذ، حيث أظهر تقرير لديوان المراقبة العامة أن أكثر من 97 مليار ريال جرى إهدارها من دون وجه حق، في حين يبقى المسؤولون عن هذا الفساد من دون محاسبة.