تتواصل المأساة في اليمن في ظل وضع يوصف بالمأساوي من جراء العدوان السعودي المستمر منذ حوالي عامين. تحاصر المجاعة أبرياء من جهة، ويحاصرهم انهيار صحي من جهة أخرى، فيما تعاني الأمم المتحدة الموت السريري وتعيش في غيبوبة تامة عمّا يجري.
وحذر تقرير نشره “معهد واشنطن” من أن نحو نصف مليون طفل يمني يعانون من سوء تغذية حادة من جراء حرب دفعت بالخدمات الصحية إلى حافة الانهيار، وشردت مليوني شخص وأرغمت 10 ملايين آخرين على الاعتماد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
ورأى التقرير أن الحصار الاقتصادي على اليمن يفاقم من الوضع الإنساني المتردي أصلاً، مشيراً إلى إعلان الأمم المتحدة أن 7 ملايين يمني على الأقل بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة من أجل البقاء على قيد الحياة، و2.2 مليون يمني على الأقل يعانون بالفعل من سوء تغذية حاد.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين قد بدأ زيارته الثانية إلى اليمن للاطلاع على الوضع الإنساني المتدهور من جراء العدوان السعودي.
بدورها، دعت وزيرة حقوق الإنسان في حكومة الإنقاذ الوطني علياء الشعبي إلى “الابتعاد عن تسييس الملف الإنساني والحقوقي في ما يخص اليمن”، مشددة على “ضرورة الضغط الفاعل لإيقاف العدوان على اليمن”، كما أملت الشعبي في ألا يعقب زيارة أوبراين إلى اليمن “جريمة مروعة ترتكبها دول العدوان كمجزرة الصالة الكبرى” التي أعقبت زيارته السابقة إلى اليمن.
وأمام هذه التهديدات الإنسانية لليمنيين، ما زالت الطائرات السعودية تواصل ارتكاب جرائمها وتدمير ما تبقى من بلدهم.