أخبار عاجلة
جزيرة في المالديف

السعودية وجزر المالديف: مدٌ وجرز بين ضفتي أميركا والصين

أفادت تقارير صحافية دولية عن توجه الرياض إلى شراء جزر “فافو” المرجانية في المالديف، فيما برزت تساؤلات عديدة حول هذه الخطوة في ظل حال التقشف التي يعيشها المواطن السعودي، ماذا وراء هذا التوجه؟

تقرير رامي الخليل

فنّدت عاصفة التساؤلات التي أثارتها المعلومات عن توجه الرياض لشراء جزر مالديفية في المحيط الهادئ، استراتيجية طويلة الأمد يسعى عراب “رؤية 2030” محمد بن سلمان لاعتمادها، في سعيه الحثيث للجلوس على عرش المملكة.

أبرز مخطط شراء جزر فافو المالديفية توجهاً سعودياً للإنفتاح أكثر على الصين. فقد ذكر موقع “كلايمت هوم” الأميركي، في تقرير، أن الرياض تسعى إلى تأمين طرق التجارة النفطية لشرق آسيا، من خلال الاستثمار بمليارات الدولارات في الجزر المرجانية. ونقل عن أحد المراقبين قوله إن هذه الخطوة ستؤدي أيضاً إلى التوسع العسكري الصيني في قلب المحيط الهندي.

وأوضح التقرير أن مخطط شراء الجزر أثار قلق عدة جهات محلية ودولية، مشيراً إلى خروج المالديفيون في تظاهرات تندد بهكذا مخطط، مذكّراً بالخشية الهندية من تنامي الإرهاب الحامل لفكر الاسلام المتشدد عند حدودها، وهي أفكار عملت الرياض على ترويجها ونشرها.

وترسل الرياض، التي كانت قد شهدت علاقاتها مع واشنطن نوعاً من الفتور، خاصة مع قانون “جاستا” الأخير، عبر تقاربها مع الصين رسالة إلى واشنطن، مفادها أننا قادرون على إقامة تحالفات مناهضة لكم متى شئنا. وقد أوضح “كلايمت هوم” أن الولايات المتحدة لا تنظر بإيجابية إلى التقارب السعودي الصيني خاصة في ظل مخططات الصين التوسعية، وقد أنشأت بكين قاعدة عسكرية لها في جيبوتي قرب أكبر قاعدة عسكرية أميركية في أفريقيا.

لا يترك عرَّاب “رؤية 2030” محمد بن سلمان أي فرصة ليوظف فيها رؤيته خدمة لتطلعاته الملكية، وفيما يحاول الظهور بهيئة المخلص الاقتصادي لبلاده، يبدو أن مخططاته الاستراتيجية باتت أبعد من مجرد استثمارات اقتصادية هنا او هناك، وما الرسائل التي يوجهها إلى واشنطن، إلا خير دليل على أنه بات يفكر كيف يقابل سياسة العصا والجزرة الاميركية.