بدأت ملامح التضارب في مصالح اعضاء التحالف السعودي في الحرب على اليمن بالخروج إلى العلن، وبعدما رفضت الإمارات استقبال عبد ربه منصور هادي على اثر استفحال خلافاتها معه، وضعت استمرار مشاركتها في العمليات العسكرية مقابل تخلي الرياض عن هادي.
تقرير رامي الخليل
يكفي عامان من عمر الحرب السعودية على اليمن لبدء انفراط عقد تحالف العدوان الذي تقوده الرياض ضد اليمنيين، وبينما لا تزال العمليات العسكرية قاصرة عن حسم المعركة على الأرض في ظل مقاومة الجيش والقوات اليمنية لها، يبدو أن تضارب المصالح بين الإمارات وعبدربه منصور هادي سيكون الفيصل، وقد وصل الأمر بالامارات إلى التهديد بانسحابها من التحالف في حال أبقت الرياض على دعمها لهادي.
الجهود السياسية والمساعي الحثيثة التي بذلها هادي في محاولته احتواء الموقف الإماراتي جراء إقالته لنائبه ورئيس حكومته السابق خالد بحاح، لم تفلح في ثني الامارات عن وضع القيادة السعودية أمام خيارين مصيريين يتمثلان في التخلي عن هادي أو قبول انسحابها وقواتها من “التحالف”.
وأشارت صحيفة “أخبار حضرموت” إلى أن التطورات الأخيرة تزامنت مع تصعيد الحملة من قبل وسائل إعلام محسوبة على حزب “الإصلاح” ونجل الرئيس هادي ضد الإمارات، واتهامها بالسعي لفرض واقع احتلالي عسكري لجنوب اليمن وممارسة سياسات مثيرة للمخاوف.
وذكرت أن الرياض أبلغت هادي بإصرار أبو ظبي على طي صفحة حكمه لكونها اتسمت بطابع العشوائية، علا اعتبار أن سياساته أعاقت كل الجهود الرامية لإرساء الامن وتأمين الخدمات في المناطق التي تمت السيطرة عليها.
يُظهر تصاعد الخلافات بين أعضاء التحالف بما لا يقبل الشك امتلاك كل دولة من دوله لأجندة خاصة بها، وهي أجندات لا تمت بصلة لإدعاءات السعودية بأن عدوانها على اليمن يأتي في سياق إعادة الشرعية لهادي، الرئيس السابق الذي بات بوجوده في المشهد السياسي يشكلُ عبئاً على كاهل الرياض.