كشف الجدل المثار مؤخرا حول تناقضات سلوك الدعاة السعوديين الذين تعتمد الحكومة عليهم في تمرير سياساتها ودعم مواقفها حجم الغضب الشعبي المتزايد تجاه هذه الفئة من الدعاة.
في حملات ممنهجة يسوّق الدعاة السعوديين إلى الجهاد في شتى ميادين القتال المنتشرة في الدول المجاورة، من سوريا إلى العراق واليمن وقبل ذلك كانت افغانستان، يجهد هؤلاء الدعاة بالتسويق لسياسات حكومتهم، محرّضين الشباب على القتال والذهاب إلى ساحات المعركة، بالمقابل، يجد أهالي من قتل ابناءهم في الحروب هؤلاء الدعاة وهم يتباهون بتخرج ابناءهم من أشهر الجامعات في الغرب ، فيما شوهد آخرون منهم في سفرات الاستجمام الصيفية والحفلات المختلطة، بعد أن كانوا ينهون عنها في البلاد باعتبارها من المنكرات، بحسب وصفهم.
الداعية عبدالعزيز الفوزان الذي يحرّم الاختلاط بين الجنسين لاي سبب وفي أية حالة، حاول الرد على الضجة التي أثيرت على مقطع فيديو يبيّن ظهوره في حفل مختلط أثناء تسلمه وسام جائزة الإكليل الذهبي في إسبانيا، تكريماً لنجاح قناة قرطبة، اذ زعم أن هناك صوراً مزوّرة في الحفل، كم أنه لم يعلم بوجود امرأة تقدم الحفل.
ساق الفزان ادّعات كثيرة لتبرئة نفسه من الشبهة، إلا أن حججه لم تنفع، اذ زعم انه اشترط على منظمي الحفل بأن يجلس مع الوفد المرافق في الصف الأول، وذلك لعدم رؤية "المنكرات"، وكذلك عدم تشغيل الموسيقى، وأن يكونوا هم أول من يستلم الجائزة كي يخرجوا بعد ذلك مباشرة ووافقوا على ذلك.
الفوزان، نموذجاً واضحاً عن دعاة التكفير في مملكة آل سعود، الدعاة الذين يمتطون صهوة الاعلام السلطوي في المملكة، ليروجوا لثقافة القتل والدم والانتقام والتحريض، عبر قنواتهم التلفزيونية في مقدمتها "وصال وصفا" المتمركزتين في العاصمة الرياض، ليشكلان ابواق التحريض والتكفير.
أما دعوات أحد هؤلاء التكفيريين محمد العريفي الشباب إلى الجهاد في سوريا، فكانت تتزامن على الدوام مع تنقلاته في رحلات سياحية كانت أبرزها الاستجمام في تركيا وشرائه للعقارات، كذلك رحلة استجمامه في لندن، عقب خطبته الشهيرة المعروفة بـ"العصماء" عن ضرورة الجهاد، التي ألقاها في مسجد العاص في القاهرة، ليكون تطبيقه للجهاد في نوادي وشوارع لندن.
جهود السلطات لكبح مطالبات المواطنين في الاصلاحات، عبر ابواقها الدعائية والاعلامية لنشر النهج التكفيري الوهابي، انتشر جدل واسع حول تطبيق الدعاة لما ينادون به من فتاوى، لا يطبقونها لا هم ولا ابنائهم، بينهم سعد البريك، عائض القرني وسعد البريك.