تستمر التقارير التي تحذر من الانعكاسات السلبية الناتجة عن دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرياض في حربها ضد اليمن، المستنقع الدامي الذي لن يكون بمقدور الغزاة النجاة من وحوله.
"إذا كانت هناك حرب في العالم لا يمكن تحقيق انتصار فيها، فهي حرب اليمن"، هذه الكلمات هي خلاصة ما توصل إليه الخبير بشؤون الشرق الأوسط بيتر كوكبيرن. وفيما دعا واشنطن لوقف دعم الرياض في حربها العبثية على الشعب اليمني، وصف مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على انها تكرار للسيناريوهات الدموية التي حدثت في فيتنام وأفغانستان والعراق، وهي سيناريوهات لا ترغب واشنطن في تكرارها، بحسب قوله.
كوكبيرن أوضح في تقرير نشرته صحيفة "الإندبندت" البريطانية، أن إدارة ترامب التي وضعت نصب أعينها مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، بدأت تلك المواجهة من البوابة اليمنية، وبينما أشار إلى أن الحرب السعودية على اليمن فشلت في تحقيق أي هدف عسكري ودفعت الشعب اليمني نحو المجاعة، اعتبر أن العملية العسكرية الفاشلة التي أمر بها ترامب في السادس من يناير الماضي على بلدة الغيل بمحافظة البيضاء، تُذكِّر بحرب الفيتنام، خاصة لناحية الخسائر البشرية الكارثية التي نتجت عنها.
كوكبيرن استغرب انجرار إدارة ترامب خلف الدعاية السعودية لتبرير التصعيد العسكري الأميركي في اليمن، لافتاً إلى أن ادعاءات الرياض بأن طهران تدعم حركة أنصار الله عبر تزويدهم بالمال والسلاح، أمر يفنّده الحصار شبه الكامل على اليمن، وهو ما يمنع إيصال أي مساعدات عسكرية مزعومة.
الإدارة الاميركية الجديدة بدأت تنفيذ استراتيجيتها العسكرية المناوئة لإيران في اليمن، وفيما تتجه وزارة الحرب الاميركية لضرب أنصار الله باعتبار أن استهدافهم من شأنه أن يُضعف نفوذ طهران في المنطقة، يبدو أن الرياض في طريقها لجر واشنطن نحو أتون حربٍ تفوق بتعقيداتها ما كان قد أعجزها في فيتنام.