يتصدر مستقبل العلاقة بين أميركا ترامب ودول الخليج العربية أهمية قسوى بالنسبة للطرفين بعد التوتر الكثير الذي شابها في الفترة القليلة الماضية. دراسة جديدة لـ"معهد واشنطن للشرق الأدنى" تفند أسس هذه العلاقة بين ما يجمع واشنطن والرياض مثلا وما يبعدهما في عهد ترامب.
تقرير هبة العبدالله
في أكثر من مرة أعرب قادة الخليج عن تفاؤلهم بالإدارة الأميركية الجديدة على الرغم من الهجوم المتكرر لرئيس الأميركي على دولهم وسياستها. ومع مواقف الرئيس الأميركية الحادة تجاه دول الخليج إلا أن ترامب ربما لن يضيف فرصة ضبط العلاقات الاستراتيجية مع هذه المملك وتقويتها.
رفع الرئيس الأميركي شعار "أميركا أولا"، لكن سياسة ترامب لا تعني بالضرورة الابتعاد عن طريق حلحلة العقد في العلاقات الأميركية الخليجية.
السياسة التي انتهجتها أميركا تجاه المنطقة في عهد أوباما أشعرت دول الخليج بخيبة أمل عميقة وزعزعت روابط واشنطن والرياض على وجه الخصوص، وهي العلاقة الأكثر أهمية بالنسبة لأميركا مع العواصم الخليجية.
تقول لوري بلوتكين بوغارت من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن واشنطن تتوق الآن إلى أقامة علاقة جديدة وهو ما يتقدم أولويات السياسيات الرئيسية الآن.
فمواجهة إيران وسحق تنظيم تنظيم داعش يتقدمان قائمة أولويات دول الخليج، مما يجعلها تُظهر قبولاً أكبر نحو تعميق العلاقات الرامية إلى تحقيق هذه الأهداف. لذا، قد يكون التعاون والتنسيق الأمني الموسعين بين أميركا والخليج قوة مضاعفة خلال الحملات الرامية إلى تحقيق الأهداف الرئيسية والمتقاطعة للسياسات الخارجية.
لكن على الرغم من المصالح المتداخلة القوية والتعاون المؤسسي في عدد من القطاعات، تُعتبر العلاقات الأمريكية الخليجية حساسة. فقد تبرز تحديات خاصة مرتبطة بتركيز الولايات المتحدة مؤخراً على الإرهاب الإسلامي المتطرف، لا سيما فيما يخص السعودية التي تَعتبِر نفسها حامية الدين الإسلامي والمسلمين في جميع أنحاء العالم.
تضيف الدراسة الجديد أنّ الشخص الذي وعد بتفكيك الاتفاق النوويّ مع إيران والقضاء على تنظيم داعش ونسف إيديولوجية التطرف الإسلاميّ، هو نفسه الذي سمح بفرض عقوبات طفيفة إلى حدّ ما تشبه تلك التي فرضها أوباما.
ولكن، أوضحت الدراسة، أنّه ليس من الصعب جدًا أنْ نتصوّر بأنّ السياسة العامة للإدارة الأمريكيّة يمكن أنْ ترى تحسنًا في العلاقات الثنائية الرئيسية مع السعودية التي توترت في عهد أوباما مع الحفاظ في الوقت نفسه على تردد أوباما في العمل بالنيابة عن شركاء أمريكا القدماء والتورط في مخاوفهم الأمنية الأساسية.