انتشرت في معرض الكتاب الدولي المقام حالياً في الرياض مؤلفات متنوعة تدعو إلى تأجيج الخطاب الطائفي ضد الشيعة، ما يفضح زيف السلطات في التغني بشعارات التعايش السلمي.
تقرير سناء إبراهيم
بناء الطائفية وتأجيجها، والترويج لشرعنتها بين أبناء المجتمع، إنه لهدف واضح من معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية، معرض يحمل في طياته الكثير من التجيش الطائفي، الذي يدحض المزاعم المروّج لها عبر أبواق السلطة الاعلامية الداعية إلى التعايش، كما يبرهن أن ما يتم إلقاؤه من خطبات عبر المؤتمرات المعنونة بالتعايش، ما هي إلا شعارات لا بذور لها على أرض الواقع.
للمتجوّل في أروقة معرض الكتاب في الرياض، أن يرى الكم الهائل من التجيّش الطائفي الذي تعمد له السلطات في المملكة، تجيش ترجمته الكتب الموّزعة على رفوف تقاسيم المعرض، في الأروقة الثقافية التي يفترض أن تعمل على رفع الكم الثقافي للمتلقين، تتضح معالم السلطوية الاضطهادية الطائفية.
"ايقاذ الراقدين وتنبه الغافلين من خطر الشيعة"، "الشيعة المذهب والوقاع"، "حزب الله وسقط القناع"، "تأملات في التشيّع"، "الشيعة والخمس"، إنها بعض العناوين التي تحملها الكتب في معرض يحمل شعار "الكتاب رؤية وتحوّل"، ليبيّن عن التحوّل السلطوي في رفع منسوب التصعيد في النهج الطائفي المتغلغل في عقول المتنفذين، ويرمي كل الشعارات الرنانة في الإعلام السلطوي في مزبلة التاريخ، حيث لا يوجد أي تطبيق لما يتم التغني به عبر الشعارات.
يكاد القارئ للصحف السعودية اليوم، أن يظنّ بأن لا بذور للطائفية، كما لا مثيل للتسامح المقدم من قبل السلطات وأدواتها، فإذا ما وضعت العناوين الرنانة للمقالات تحت المجهر، حتى يتبيّن أن الجميع يدعوا لنبذ الطائفية، دعوات ارتفعت خلال ندوات من قلب معرض الكتاب، الذي حوى في أروقته الكثير والكثير من كتب الكراهية والتحريض والطائفية، ولم تنسَ الأبواق السلطوية أن تنادي برفض الآخر في كتبها ليكون أحد العناوين "اذهبوا فأنتم الرافضة".
مقابل ذلك، عمدت ندوات معرض الرياض الى تحميل الغرب مسؤولية الخطاب الذي يتم الترويج له، معتبرة أن العنصرية المنتشرة لا رادع لها سوى الحوار، ولا شك أن المشاركين في ندوات المعرض حاولوا جاهدين التغطية على ما انتشر من مؤلفات تدعو للكراهية وتحرّض عليها.
مؤلفات الطائفية والكراهية في معرض الرياض الدولي، تدحض ما تم الإعلان عنه قبل أيام خلال ما سمي بمؤتمر التعايش السلمي الذي أقيم في الأحساء، برعاية أمير المنطقة الشرقية.