بهدف إعادة بلورة مفهوم العلاقات بين البلدين بعد ما شابها من توترات، اتجه ولي ولي العهد محمد بن سلمان للقاء الإدارة الأمريكية الجديدة وإطلاق مباحثات تتناول ملفات عدة أبرزها الاقتصاد وصراعات المنطقة.
تقرير سناء إبراهيم
بعد قرابة الشهرين على تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقاليد الرئاسة الأميركية، انطلقت بوادر توضيب العلاقات بين واشنطن والرياض، بعد خطوات حذرة خطتها تريّثت المملكة في علاقتها مع الإدارة الجديدة، لتبدأ اليوم مرحلة واضحة المعالم بعد التصريحات الترامبية المؤكدة أن العلاقة بين الجانبين تقوم على المال.
على مستوى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير، انطلقت الروابط السعودية الأميركية، إذ حط رحل الرجلان في واشنطن للتباحث مع المسؤولين الأميركيين من أجل لقاء دونالد ترامب.
حول هذه الزيارة، وتحت عنوان "مستقبل السعودية يلتقي الإدارة الأميركية"، بيّن المحلل السياسي الأميركي سايمون هندرسون أنَّ محادثات بن سلمان يمكن أن تتخذ منحى الرؤية السعودية المستقبلية، لمنطقة الشرق الأوسط، لاسيّما في قضية الصراعات الإقليمية، وأحداث سوريا واليمن، والتدخلات الإيرانية، فضلاً عن محاربة التطرف والإرهاب.
وفي مقال نشره معهد واشنطن للدراسات، أوضح هندرسون أنَّ بن سلمان، لديه القدرة والحجّة والمنطق لتغيير مسار العلاقات السعودية ـ الأميركية، حيث يلتقي وفقًا للبروتوكول الدولي، نظيره الأميركي جيمس ماتيس، كما هناك امكانية للقاء قيادات المخابرات الأميركية، لاسيّما مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو.
الكاتب الأميركي، يشار إلى أن الزيارة من وجهة نظر واشنطن، تشكل الإجتماعات فرصة لتحقيق فهم أوضح للإستراتيجية السعودية الحالية في الحرب والحالة النهائية الواقعية، فيما تتطلع الرياض إلى استخدام المحادثات لطلب إيضاحات فيما يتعلق بأطر المقاربة الجديدة لإدارة ترامب المخاوف السعودية على مكانتها في الشرق الأوسط.
هذا، ومن المقرر أن تطرق المباحثات الثنائية إلى الأوضاع الإقتصادية، خاصة ما يتعلق بالنفط وتأرجحاته، وفق هندرسون، الذي أشار إلى أن مشاورات بن سلمان مع نظرائه الأميركيين ستتناول قانون "جاستا"، الذي ولّد أزمة بين الرياض وواشنطن قبل أشهر بعهد الرئيس باراك أوباما.