تسلّط زيارة الملك سلمان إلى الصين الضوء على العلاقات الاقتصادية والعسكرية التي تحاول المملكة تعزيزها في شرق القارة الآسيوية. فيما تمثّل الاندفاعة نحو الصين، محاولة لإقناع الأخيرة بالسّعودية بديلًا لإيران كحليف إقليمي أكثر أهمية.
في محاولة لكسر الثنائية الصينية الإيرانية، توجه الملك سلمان بن عبد العزيز برحله الملكي الى الصين. زيارة تأمل فيها السعودية، أن تنجح في توسيع دائرة السياسة الأمريكية المتشدّدة تجاه إيران ما يزيد من دائرة فرصها في المعركة الشرسة ضدّها.
صحيفة «هافنغتون بوست» الأمريكية، تناولت الزيارة وأبعادها، معتبرة أن السعودية تأمل بتوثيق علاقتها العسكرية مع الصين والعقوبات الأمريكية الجديدة أن تتخلّى الصين عن ميلها لإيران.
وأضافت الصحيفة أن ما يعزّز سعي الملك سلمان، هو حقيقة أنّ الصين، التي تملك علاقات عسكرية طويلة مع إيران، وافقت العام الماضي على تطوير التعاون مع المملكة. اذ أبلغ وزير الدفاع الصيني نظيره السعودي في أن بكين ترغب في دفع العلاقات العسكرية مع الرياض إلى مستوىً جديد. وقد عقدت بعد هذا التصريح بشهرين القوّات الخاصة لمكافحة الإرهاب أول تدريب عسكري مشترك بين البلدين.
لكن الصحيفة تؤكد أن رهانات الملك السعودي لكسب هذه المعركة التي وصفتها بغير المتكافئة ستبوء بالفشل، حيث تمتلك إيران أصولًا تفتقر إليها المملكة. فلدى إيران القاعدة الصناعية والموارد والجيش ذا القتالية العالية، والثقافة المتجذّرة، والتاريخ الإمبراطوري، والجغرافيا التي تجعلها مفترقًا للطرق، وتعتبر الأخيرة مهمّة لإكمال مشروع الصين «حزام واحد طريق واحد»، وهو ما لا يتوفّر لدى المملكة بحسب الهافنغتون بوست، التي تضيف بأن السعودية ستفشل بقدرتها على منافسة ايران على المدى الطويل.