زيارة محمد بن سلمان الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية رشحت عنها الكثير من الأجواء الإيجابية في ما يخص العلاقات الأميركية الخليجية في عهد ترامب. زيارة أنعشت الخط المشترك بين واشنطن والرياض القائم على معاداة إيران .. لكن مضي السعودية فيه يعني دفعها كلفة الحماية.
تقرير هبة العبدالله
لم تتضح بعد خطة الرئيس الأميركي بخصوص العلاقات الأميركية مع الدول الخليجية.. يقول البعض إن ترامب لم يحسم سياساته بهذا الخصوص بعد ولهذا فإن أسئلة كثيرة تطرح عن الخطوات المقبلة للرئيس الأميركي.
إلا أن الشهر الحالي قدم صورة أكثر وضوحا عن وجهة نظر ترامب من رفض واشنطن التام لتوفير حماية مجانية لدول الخليج العربية.
فترامب قالها بالحرف "دول الخليج لا تمتلك سوى المال"، وأنه ينوي إجبارهم على الدفع في المستقبل مقابل انشاء مناطق آمنة في سوريا. وفي الوقت نفسه، أعرب ترامب عن رغبته في تحسين العلاقات الأمريكية مع الخليج العربي بصفة عامة بهدف زعزعة استقرار الأنشطة الإيرانية في المنطقة.
برأي الأكاديمية والباحثة السعودية مضاوي الرشيد، إن السعودية ترى في ترامب فرصة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، ومحاولة إصلاح الصدع الذي تسبب فيه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بسبب الاتفاق النووي مع ايران.
ترتاح الرياض كثيرا لسماع تصريحات ترامب عن إيران ووصفه إياها بأكبر دولة داعمة للإرهاب، فضلا عن تشكيكه في النوايا الخفية من وراء الاتفاق النووي.
ولهذا تجد الرشيد أنه من الأكيد أن السعودية سترحب بتقوض ترامب للاتفاقية، واتجاهه إلى فرض العقوبات على إيران؛ فمثل هذه الخطوات ستؤكد للرياض على بقاء السعودية مركزا لاهتمام أميركا في الشؤون الخارجية لها.
وفي مقالة نشرتها صحيفة "فورين أفيرز" تضيف الرشيد، أنه لا يجب أن تظهر واشنطن في دور من يساند أي قوة معادية للمملكة، فالسعودية تحرص على مساندة حلفائها في المنطقة، مثلما تفعل إيران.
وتختم بتصور مستقبل العلاقات الأميركية الخليجية قائلة، إن الحل لا يكمن في إجبار السعودية على الدفع مقابل حمايتها مثلما اقترح ترامب، لأن هذه السياسة تحرم السعودية من تخيل مستقبل لها قائم على اعتمادها على نفسها لإدارة بلادها بسلام وفي مكانة مهمة وسط العالم.