خرجت في الآونة الأخيرة جملة إشارات أوحت بأن إسرائيل تمهد لتسخين الوضع مع "حزب الله" على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، غير أن الرسالة السورية الصاروخية الموجهة ضد طائرات العدو تحمل دلالات من شأنها أن تعيد خلط الأوراق.
تقرير رامي الخليل
يعيش كيان الاحتلال الاسرائيلي اليوم حالة من الصدمة على إثر تلقيه حزمة صواريخ بتوقيع سوري طاردت طائراته المعادية حتى سماء تل أبيب.
الصفعة السورية التي لطالما هددت بها دمشق، جاءت الجمعة لتؤكد أن الجيش السوري لم تعجزه الحرب المستمرة على أرضه، بل أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، أن الدفاعات الجوية السورية قادرة على ضرب سلاح التميز الإسرائيلي، ما يعني أن اليد الطولى في أي حرب تخطط لها تل أبيب، لن تكون لآلة القتل الصهيونية الجوية.
المحللون الاسرائيليون اعتبروا أن تصدي دفاعات الجيش السوري للطائرات المعادية يشكل تطوراً دراماتيكياً يحتم على الجيش الإسرائيلي رسم مسار جديد له في ما يتعلق بأي حرب جديدة.
الخبير العسكري الإسرائيلي نوعام أمير قال إن ما جرى إن تصدي الجيش السوري للطائرات الاسرائيلية كسر المعادلة التي كانت قائمة، معتبراً أنه إن لم يستعد سلاح الجو تفوقه، فإن الأمر سينتهي بـ"تغير جذري في العلاقة بين الجيشين الإسرائيلي والسوري، خاصة وأن حادث الجمعة أجج المواجهة" بينهما.
موقع إذاعة صوت المانيا "دويتشه فيللي" نقل عن المحلل السياسي والعسكري في إذاعة العدو إيال أليما قوله، إن اضطرار تل أبيب للاعتراف بالعملية بعد حجم الرد السوري، من شأنه أن يكبدها خسائر ديبلوماسية، فهي اعترفت باختراق المجال الجوي لدولة أخرى. أما كبير الباحثين في "المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي" إساف آوريون، اعتبر أن الرد السوري تحولٌ كبير، والنظام السوري يحاول هذه المرة القول لإسرائيل إنه لا يمكنه تحمل أي هجوم بعد اليوم، وأن الاعتداءات من هذا القبيل لن تترك بلا رد من الآن فصاعداً.
يجمع الخبراء على أن دمشق لن تسكت من الان فصاعداً عن التصدي للاعتداءات الاسرائيلية، وبينما يأتي الرد في توقيت حساس مع ارتياح الجيش السوري على جبهات القتال واستعادته حلب، فإن دمشق تؤكد للإسرائيلي بأن محاولاته لتقييد تحالفها الإستراتيجي مع "حزب الله" وإيران، عبر مد الجسور مع موسكو، خطوة فاشلة لن يُكتب لها النجاح.