أخبار عاجلة
الملك سلمان يهم بركوب سيارة في كوالالمبور

جولة الملك سلمان الآسيوية استباق لحرب نفطية مقبلة

كشفت جولة الملك سلمان عبد العزيز الآسيوية استراتيجية سعودية جديدة تسعى إليها المملكة لإنهاء إنهيار أسعار النفط وقيادة منظمة “أوبك” وعدد من المنتجين من خارج المنظمة باتفاق التخفيض.

تقرير شيرين شكر

“سُّلَمان مُذّهبان” أنزلاه من الطائرة في كل محطة آسيوية كانا كفيلان لإتمام مشهد تمثيلي بأن الاقتصاد المستقر والأموال النفطية ستهطل على كل من يشبك يديه بيد الملك سلمان، متناسياً مملكته المتخبطة بأزمتها الإقتصادية.

مهمة تسويقية صعبة لتعزيز مكانة السعودية كأكبر مصدر للنفط إلى أكبر منطقة في العالم مستهلكة له، ضمن جولة اعتبرتها وكالة “رويترز” بداية استراتيجية طويلة الأمد لفتح أبواب المملكة أمام المستثمرين الآسيويين والعكس، كجزء من “رؤية 2030” الاقتصادية.

ونتج من هذه الجولة الاستعراضية التي استمرت 3 أسابيع سلسلة اتفاقات جرى توقيعها في ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين، تهدف السعودية من خلالها إلى زيادة نفوذها في أسواق المنتجات النفطية المصفاة والبتروكيماويات، مما يشير إلى سعي السعودية إلى إنهاء انهيار أسعار النفط وقيادة “أوبك” وعدد من المنتجين من خارج المنظمة باتفاق التخفيض، إلا أن أهداف الرياض يبدو أنها سترتطم بعارضة المرمى، إذ أن حليفها الأميركي يلعب هذه المرة في الفريق المقابل ويتجه بإنتاج نفطه الصخري إلى قرع طبول حرب نفطية جديدة من خلال رفع في إنتاجه.

وأكدت صحيفة “هيوستن كرونيكيل” الأميركية أن صراع التنافس والهيمنة على سوق النفط بدأت بوادره تتضح منذ أسبوعين، عندما انخفضت أسعار النفط بنحو 10 في المئة، متأثرة بزيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي، وهو ما يجعل السعودية ومن ورائها “أوبك” مطالبين بالتعامل مع ثورة النفط الصخري الأميركي لحماية حصتهم وضمان استقرار السوق.

بدوره، نشر موقع “ذا موتلي فو” الأميركي تقريراً تحدث فيه عن رحلة المملكة في السوق النفطية ما قبل النفط الصخري الأميركي، فكانت هي الرائدة بلا منازع لسنوات عديدة على مستوى عالمي، إلا أن تعافي إنتاج النفط في الولايات المتحدة بعد سنوات من التراجع جعل أميركا تتفوق على المملكة كأكبر منتج للنفط في العالم.

وعلى الرغم من رسائل الطمأنة التي بعثتها الولايات المتحدة إلى السعودية بأن الترفيع في إنتاجها لن يؤثر على استقرار السوق، إلا أنها لا تبدو كافية لإقناع السعودية ومنظمة “أوبك” بأن ثورة النفط الصخري لا تهددهم، وهو ما دفع السعودية بالتجوال آسيوياً بحثاً عن شريك جديد تضمن معه نجاتها من الغرق في مخزونها النفطي.