تتنازع مصر والسودان على أحقية امتلاك مثلث حلايب وشلاتين منذ عام 1958. أعاد توقيع الاتفاقية الحدودية مع مصر إحياء الملف بين البلدين، إلا أن خسارة السعودية دفعتها لتحريض السودان على القاهرة.
تقرير هبة العبدالله
بدأت الحكومة السودانية تحريك ملف منطقة حلايب وشلاتين الحدودية مع مصر. فقد تقرر، بالأمس، تكوين لجنة تضم الجهات ذات الصلة كافة لحسم القضية الحدودية مع القاهرة.
يقول رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود في السودان عبد الله الصادق إن اللجنة عقدت اجتماعاً تمهيدياً لوضع خارطة طريق بشأن المنطقة، وكيفية إخراج المصريين منها عبر الدبلوماسية. ويضيف الصادق أن السودان لديه وثائق تثبت سودانية حلايب وعن الدوافع الكامنة وراء تحريك السودان هذا الملف الآن، ويؤكد أن وزارة الخارجية السودانية تريد ذلك.
إلا أن وسائل الإعلام المصرية تؤكد أن السعودية تدعم السودان في قضية حلايب وشلاتين لاستحداث أوراق ضغط خارجية ضد القاهرة. وتشير وثيقة مسرية من وزارة الخارجية السعودية إلى لقاء جمع السفير السعودي في الخرطوم علي حسن جعفر في يناير/كانون الثاني 2017 بوزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور بناء على طلب الأخير، وأفصحت الوثيقة عن شكر غندور لدعم الملك سلمان للسودان بشأن حلايب وشلاتين.
وقبل شهرين أيضاً، التقى الملك السعودي بالرئيس السوداني عمر البشير خلال زيارته للمملكة. حين ذاك، شددت وزارة الخارجية السودانية الجدل التاريخي الدائر وطالبت مصر بالتفاوض المباشر معها حول مثلث حلايب وشلاتين.
يأتي تحريك السودان للقضية بعدما وضعت معاهدة ترسيم الحدود البحرية بين الرياض والقاهرة حلايب المتنازع عليها ضمن حدود مصر من دون أية اعتبارات لمراسلات رسمية من السودان على مدار ستة أشهر بشأن الحقوق السودانية في منطقة المثلث الذهبي.
برأي وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور، فإن القضية لم تتخذ مساراً جديداً، وليس لدى مصر والسودان سوى خيارين: إما التفاوض حولها مباشرة، أو اللجوء للتحكيم الدولي، حتى لا تكون شوكة في العلاقات المصرية السودانية.