علَّق السعوديون الكثير من الآمال على تحسن علاقة بلادهم بالولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، وعلى الرغم من وجود مصالح مشتركة كثيرة بين الجانبين إلا أن جوهر اختلافاتهما لا يزال يعكِّر صفو تلك العلاقة.
يبدو أن الأصوات الأميركية المنددة بسياسات السعودية في المنطقة ستبقى عائقاً أمام مساعي الأخيرة لإصلاح علاقاتها بالولايات المتحدة، وعلى الرغم من كل فروض الطاعة التي أدَّاها ولي ولي العهد محمد بن سلمان لترامب خلال زيارته الاخيرة إلى واشنطن، إلا أنها لن تستطيع ترميم العلاقة التي تضررت في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
موقع "المونيتور" الأميركي اعتبر في تقرير أن تبني الرياض للإدارة الأميركية الجديدة لن يلغي التوترات العالقة مع واشنطن، وفيما أشار إلى أن الخطوات السعودية ناتجة عن خيبة الأمل من سياسات اوباما، لكونها تُعد خروجاً غير مسبوق عن الدعم الأميركي التقليدي للوضع القائم، وعن دعم القادة الاستبداديين في المنطقة.
معد التقرير المحلل السياسي الأميركي بروس رايدل، أوضح أن الوفاق بين واشنطن والرياض يتمتع بدعم من قبل الحزبين الديموقراطي والجمهوري، محذراً الرياض من أنه في مثل هذا الوقت الذي تمر فيه واشنطن بحالة من عدم الثبات في مواقف سياسييها، فإنه سيكون من الحكمة لها ألا تظهر على أنها تقف مع أي من الحزبين على حساب الآخر.
وأشار رايدل إلى أن تنامي المعارضة في الكونغرس وأماكن أخرى للحرب في اليمن، وقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب المعروف اختصارا بـ"جاستا"، أمران سيستمران بتعكير صفو العلاقة بين الدولتين.
يبدو أن الرياض أيقنت عدم قدرتها على إصلاح علاقاتها مع واشنطن، وهو ما يفسر تلويحها بعصا العواقب الاقتصادية رداً على دعاوي الاميركيين بحقها على اثر قانون "جاستا"، كما أن زيارة الملك سلمان الاسيوية الاخيرة تؤكد بما لا يبقي مجالاً للشك سعي المملكة لإيجاد حليف استراتيجي جديد، قد يكون بديلاً عن الولايات المتحدة.