في وقت تجهد واشنطن فيه لمصادرة إنجازات القوات العراقية المشتركة في تحرير أحياء ثاني أكبر المدن العراقية من براثن الارهاب، عمدت قيادة العمليات إلى حسم ما أسمته “المغالطات حول ما انتشر بشأن المجزرة” التي وقعت قبل أيام بحق المدنيين في إحدى أحياء الجانب الغربي للموصل.
اعترف الجيش الأميركي بمقتل عشرات المدنيين العراقيين من جراء قصف طائرات “التحالف الدولي” لمناطق مدنية غربي مدينة الموصل. وفيما أعلن “التحالف الدولي” فتح تحقيق في تقارير تحدثت عن مجازر جماعية بحق المدنيين في الموصل من جراء غارات نفذتها طائراته، دعت قيادة العمليات العراقية المشتركة وسائل الإعلام والشخصيات السياسية كافة إلى “توخي الدقة وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، لحسم مسألة المجزرة”.
وبيّنت قيادة العمليات، وفي بيان، أنه في 17 مارس/آذار 2017 “شرعت قطاعات جهاز مكافحة الإرهاب باقتحام حي الرسالة، حيث فجرت عصابات “داعش” الإرهابية عدداً من العجلات المفخخة الكبيرة مع انتحاريين لإعاقة تقدم القوات العراقية”، مشيرة إلى أن القوات العراقية “تمكّنت من تحرير الحي في اليوم عينه.
وتابعت القيادة بالقول إنه “وبعد ساعات من إنهاء العملية، وجه “التحالف الدولي” ضربة جوية على مجموعة من “الدواعش” ومعداتهم”، مشيرة إلى أن الضربة “جاءت بطلب من القوات العراقية، وهو ما كانت أشارت اليه قوات التحالف حين اعترافها بالغارة”.
وأضافت القيادة بأنها استندت إلى معلومات وصفتها بـ”الدقيقة” من مواطنين ذكروا أن عصابات “داعش” تحتجز العوائل في بيوت مفخخة وتجبرها على البقاء فيها وتستخدم هذه البيوت للقناصين والانتحاريين وتفجرها.
وأشار مراقبون إلى أن الخطوات التي تعتمدها واشنطن على مشارف تحرير كامل مدينة الموصل “ما هي إلا محاولات لسرقة النصر ونسبه لنفسها على حساب الدم العراقي”. ولفت متابعون الانتباه إلى أن واشنطن تحاول استعادة دورها في العراق والتأثير على أبنائه، داخلة هذه المرة من باب تحقيق الانتصارات على الارهاب، ومحاولة انتزاع الجهود العراقية في دحر “داعش” من أكبر معاقله في المنطقة، معتبرين أن اللعبة الأميركية واضحة ومكشوفة المعالم أمام العراقيين.