بين أعمال تنظيم “داعش” التخريبية وغارات “التحالف الدولي” المهددة لسد الفرات، أكثر من 300 قرية سيجرفها الفيضان في حال انهيار السد.
تقرير حازم الأحمد
توقف سد الفرات الواقع على نهر الفرات في شمال مدينة الطبقة، في ريف الرقة الغربي، عن العمل، لأسباب لا تزال مجهولة إلى الآن.
ورجحت مصادر أن يكون التوقف جاء على خلفية انقطاع التيار الكهربائي المغذي للسد، والذي يجري توليده من السد بشكل ذاتي، مشيرةً إلى أنّ جسم السد الرئيس لا يزال تحت سيطرة تنظيم “داعش” ولم تتمكن قوات سورية الديمقراطية من السيطرة عليها حتى الآن.
وأكدت مصادر معارضة، نقلاً عن مصادرها الخاصة، أن السد توقف عن العمل لكن “داعش” ما زال يسيطر على منشآت التشغيل والتوربينات، في حين حذّر التنظيم الإرهابي، من أن سد الطبقة الذي تحاول “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة انتزاع السيطرة عليه يواجه خطر الانهيار الوشيك، عازياً ذلك إلى الضربات الجوية وارتفاع منسوب المياه.
ويستخدم “داعش” مباني السد كمقرات لقيادييه الأجانب نظراً لتجهيزيه بأحدث الأجهزة، رغبة منه بتقديم الأفضل لمن يأتيه من أوروبا نظراً لكون ما في السد مشابه لما كانوا فيه في بلادهم. وقال التنظيم في رسائل نشرها على قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي، إن السد توقف عن العمل وتم إغلاق كل فتحات الفيضان.
والسد الواقع على نهر الفرات على بعد نحو 40 كيلومتراً من معقل “داعش” هو أكبر سد في سوريا، وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها هذا التنظيم بانهيار هذا السدّ الذي لم تجر عليه أعمال الصيانة الضرورية منذ سيطرته على المنطقة وتحصنه فيها.
وتحاول “قوات سوريا الديموقراطية” السيطرة على السد والمنطقة المحيطة به منذ الجمعة. وكان تقرير للأمم المتحدة قد أكد أن هذا السد على نهر الفرات في محافظة الرقة بات على وشك الانهيار، وحذر من أن هذا سيتسبب في دمار هائل للمنطقة برمتها.
وأرجع التقرير السبب في إمكانية الانهيار الوشيك إلى أعمال التخريب المتعمد من قبل “داعش” وغياب أعمال الصيانة الضرورية، وكذلك بسبب غارات “التحالف الدولي”. ويلوح في الأفق خطر لا يمكن التصدي له حيث أكثر من 300 قرية سيجرغها الفيضان الناتج عن انهيار السد، فضلاً عن فقدان تام لمنتوج الكهرباء منه.