تتابع الولايات المتحدة ومعها دول الاستعمار الغربي مساعي السطو على مقدرات الشعوب، وبعدما أنشأت الحركات الإرهابية لتنفيذ أهدافها، ها هي اليوم تتسلق على دماء شعوب المنطقة لتصادر منهم انتصاراتهم ونسبها إلى قواتها.
تقرير رامي الخليل
إذا ما أردنا إيجاد توصيف للظلامية المسيطرة على الموصل والرقة، فإننا إلى جانب تنظيم “داعش” نجد دول الغرب والولايات المتحدة في مقدمتهم، فواشنطن التي صنعت الحركات الإرهابية لإعادة نفوذها إلى منطقة الشرق الأوسط بعد سلسلة الاخفاقات التي منيت بها، تحاول تقديم نفسها على أنها رأس حربة مكافحة الإرهاب. وعلى هذا النحو، يمكن تفسير ما قامت به من جرائم في أفغانستان مروراً بسوريا والعراق واليمن.
تصدرت أخبار الغارة الأميركية الأخيرة في الموصل المشهد الإعلامي العالمي، خاصة لناحية عدد الضحايا المرتفع الذي تسببت فيه، وهو أمرٌ فتح باب النقاش على ممارسات الجيش الأميركي في الحرب التي يدعي خوضها ضد الإرهابيين، حيث تُظهر الوقائع ارتفاع فاتورة القتلى المدنيين، مقارنة بمن يُفترض أنه تتم محاربتهم، ليتمحور السؤال الأهم عن مدى جدية واشنطن في قتالها للإرهابيين.
الغارة الأميركية التي اعترفت واشنطن بتنفيذها، تلبيةً لطلب من القوات العراقية، التي شارفت على تحرير مدينة الموصل من “داعش”، سارعت جهات أجنبية وغربية لاستغلالها بهدف حرف الانظار عن منجزات الشعب العراقي وجيشه، وهو أمر وضعته مصادر عراقية رفيعة تحدثت إلى “نبأ” في خانة التهويل تمهيداً لقطف ثمار الانتصار على “داعش”.
ولفتت المصادر الانتباه إلى أن واشنطن التي اقتصر دورها في معركة الموصل على بضعة غارات جوية من حين إلى آخر، تسعى جاهدة للتواجد على خارطة القوى التي أسهمت في دحر “داعش” من الموصل، وهو أمر تنتهجه باريس في سوريا، خاصة مع ترجيح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، أن الأيام المقبلة ستحمل بداية معركة استعادة مدينة الرقة من “داعش”، بمشاركة فرنسية.
فيما يسعى الغرب لبسط نفوذه في الشرق الأوسط، تؤكد شعوب وحكومات المنطقة أنهم لن يكونوا لقمة سائغة للإرهاب أو لغيره، وما اعتبار المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن أي هجوم أجنبي في الرقة لن يكون مشروعاً من دون التنسيق مع دمشق، إلا تأكيد على أن للشعوب وحدها يعود حق استثمار انتصاراتها.