أنهت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي مهمتها التجارية في السعودية بنجاح، وكما كان متوقعاً، جددت عقود صمت بلادها عن جرائم السعودية في المنطقة، مقابل صفقات من شأنها أن تُثبِّت دعائم الاقتصاد البريطاني المتذبذب.
تقرير رامي الخليل
لم تقم رئيسة الوزراء البريطانية وزناً للانتقادات الداخلية حيال زيارتها للسعودية، ولمَّا كثُرت التحذيرات من خطورة استمرار دعم لندن العسكري للرياض على اثر ارتكاب الأخيرة للجريمة تلو الأخرى في اليمن، اختارت ماي تجديد عقود الصمت عن إرهاب السعودية بل وإمدادهم بالمزيد من وسائل القتل، لتحظى بالمقابل على صفقات تجارية وعسكرية بمليارات الدولارات.
تجاهلت ماي، التي تواجه انتقادات داخلية، الدعوات البريطانية لوقف بيع السلاح للمملكة، وهو ما عبر عنه بيان الحكومة البريطانية، إذ أوضح أن ماي بحثت مع الملك سلمان سبل التعاون لإعادة بناء وإصلاح وزارة الدفاع السعودية، إلى جانب مراجعة قدرات الرياض الدفاعية.
لم يكن البيان بالأمر المفاجئ، فالتوقعات بأكملها كانت تصب في هذا المنحى، خاصة وأن لندن بحاجة لأموال السعودية في هذه المرحلة، وهي على اعتاب اتمام انفصالها عن الاتحاد الاوروبي.
استبقت صحيفة “التايمز” البريطانية نتائج زيارة ماي، فتصدر صفحتها الأولى رسم كاريكاتوري أوضح أن اولويات الزيارة ستكون تجارية، على حساب دماء الأبرياء. صوَّر الرسم سلمان حاملاً سيفاً وموجهاً كلامه لماي مهدداً: “وجِّهي مزيداً من الأسئلة غير الملائمة وستحصلين على أكثر من صفعة”.
وسخر الكاريكاتير من تصريحات ماي التي قالت فيها إنها ستثير “قضايا صعبة” مع زعماء المملكة حول الانتقادات الحقوقية لـ”التحالف السعودي” في حرب اليمن، فظهرت ماي في الرسم وهي تحمل أوراقاً ترمز للملفات التي جاءت لتناقشها مع السعودية، وقد كتب عليها بشكل متكرر كلمة “تجارة”، بينما بالكاد ذكرت “حقوق الإنسان” في ذيل آخر الصفحات.
عادت ماي بكثير من مليارات الريالات السعودية إلى بلادها، بدءاً من نصيب بورصة لندن في اكتتاب شركة “أرامكو” المرتقب، مروراً بتعزيز حجم التبادل التجاري مع الرياض، وليس انتهاءاً بصفقات الأسلحة البريطانية التي ستستمر في حصد أرواح الأبرياء من أطفال اليمن وأهله، على أيدي جيش سعودي أتقن فنون الإرهاب على مرأى ومسمع من العالم أجمع.