تقرير مروة نصار
في ظل تحضير “حزب العمّال الكردستاني” لعمليات عسكرية في مناطق حزام كركوك، دعا رئيس مجلس محافظة كركوك ريبوار الطالباني إلى تصويت في مجلس المحافظة على “قرار إجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير المدينة” وضمّها إلى إقليم كردستان، مطالباً بغداد برصد موازنة خاصة لاستفتاء كركوك، محصّلاً بذلك إجماعاً كردياً، في وقتٍ قاطعت فيه الجهات التركمانية والعربية الجلسة.
وكشفت المعلومات بأن سبب الأجتماع الرئيسي في مجلس المحامظة هو تقاسم إيرادات كركوك، في حين تشير معلومات أخرى إلى أنَّ البرزاني وجلال الطالباني عقدا صفقةً تتعلّق باقتسام نفط المحافظة.
بيد أنّ بعض المصادر رفضت سياسة التهميش التي يتبعها البرزاني والطالباني، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ قرار الانفصال بالمجمل، ليس بيد هذين القائدين، بل بيد القوى الدولية والإقليمية.
من جهة أخرى، تنتهج بغداد سياسة الاحتواء والتفهم لحل أزمة تقرير مصير المدينة، نظراً لعدم إمكانيتها دخول صراع مباشر مع قوات الإقليم، في الوقت الذي تركز فيها على معارك الموصل. وما كان من رئيس الوزراء حيدر العبادي الا استغلال الظرف الإقليمي والمحلّي، والتفاهم والتفاوض مع الاطراف المعنية، كما تقول أطراف كردية، ما يستبعد اقتتال كردي عربي في الوقت الحالي.
في المقابل، إن أي خلاف على تقسام الحصص بين الاكراد يعني تصعيداً نحو الاقتتال خصوصاً أن الصلحة بين البرزاني والطالباني ما هي إلا آنية.
وأشار مصدر استخباري عراقي رفيع المستوى الى أن “حزب العمال الكردستاني” بدأ التحضير لعمليات عسكرية في مناطق حزام كركوك، بهدف السيطرة عليها، في ظل وجود مؤشراتٍ تؤكد ذلك”. الا أن هدف العمليات، بحسب المصدر، تأتي في سياق الرد على استهداف الحزب في جبل سنجار من قبل قوات “البشمركة”، الا أن التقويم الميداني لا يسمح بإمكانية التنفيذ حالياً.
لا ينفي مصدر آخر حدوث عمليات كهذه في كركوك قريباً، لكنه يرى أن العنصر التركي هو منفذها، كي يستفيد من الاقتتال الكردي الكردي، ونقله إلى منطقة كركوك، الأمر الذي يشتّت تركيز تلك المكوّنات عن مشروع الانضمام إلى الإقليم.