في وقت يتولى السلطان قابوس فيه أغلب المناصب الحساسة في سلطنة عُمان، فإن اختياره لخلفه ليتسلم سدة الحكم يبدو غامضاً وحساساً، بالتزامن مع المخاوف التي تنشب من التدخلات الخارجية خاصة من الامارات للتأثير في العملية السياسية.
تقرير سناء ابراهيم
على مقربة من انتهاء العقد الرابع لحكمه سلطنة عُمان، بدأ السطان قابوس بالتحضير من أجل اختيار خلفه بعد وفاته، غير أن هذه التحضيرات محفوفة بالتوتر والتنبّه من التدخلات الخارجية في العملية السياسية في البلاد.
يبدو أن العلامة الفارقة في اختيار الحاكم لسلطنة عُمان بين دول الخليج تعمل على جذب الدول المجاورة من أجل التدخل والتأثير على استقرار السلطنة، وهو أمر كان قد ولّد تجاذبات مع دول الجوار وفي مقدمتها الامارات، غير أن الخلاف بين الجانبين حُلّ بتدخل الوساطات.
لكن، وعلى الرغم من أن الخلاف شكلياً اضمحلّ، غير أن ابو ظبي لا تزال تشكل توتراً في تدخلاتها غير المباشرة في السلطنة، وهو أمر شكّل تخوّفاً عُمانياً في اختيار خليفة للسلطان قابوس، وفق ما كشف الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الخليج سايمون هندرسون.
وأرجع تقرير هندرسون المنشور في موقع “معهد واشنطن” المخاوف العُمانية من التدخلات الاماراتية في العملية السياسية إلى اتهام مسقط لأبو ظبي بإدارة شبكات تجسس داخل الجيش العُماني، وكانت مسقط قد أعلنت عن تفكيك شبكة تجسس إماراتية تستهدف “نظام الحكم” و”الية العمل الحكومي والعسكري” في السلطنة.
وتأتي الريبة العمانية من تدخلات الإمارات على الرغم من سمعة الإمارات في واشنطن كالطرف الناضج في المنطقة، وفق الباحث الاميركي، مشيراً الى أن الغموض يلف كيفية تبلور مسألة الخلافة في هذه السلطنة الخليجية، التي يشعر الحاكم فيها الا، بأن خلفائه المحتملين أقل مستوىً منه إلى حد كبير.
وفي السياق نفسه، تحدثت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن كيفية انتقال الحكم في مسقط، الذي يجري التسابق نحوه، مشيرة إلى أن من بين الأسماء المطروحة للخلافة، أسعد بن طارق، وهو ابن عم السلطان، الذي تم تعيينه في منصب نائب رئيس الوزراء للعلاقات الدولية وشؤون التعاون.
وأشارت المجلة الى وجود منافسين لأسعد بن طارق، واصفة إياهما بـ”المنافسين الشرسين”، وهما أخواه غير الشقيقين، هيثم بن طارق، الذي يشغل منصب وزير التراث والثقافة، والقائد السابق للبحرية العُمانية، شهاب بن طارق، إذ أن جميعهم في العقد السادس من العمر.