لم يكن مستغرباً موقف الرياض الداعم للعدوان الأميركي على سوريا، فهي لطالما سعت إلى جر واشنطن إلى الوحول السورية بعدما عجزت مجموعاتها المسلحة عن تحقيق انتصارات ميدانية في مواجهة الجيش السوري.
لعل أبرز ما يؤكده ترحيب السعودية بالقصف الأميركي يتمثل بنوايا نظامها التخريبية اتجاه دول المنطقة، وهو دور يظهر التناغم الكامل مع الأهداف الإسرائيلية وأطماعها الاقليمية.
الترحيب الخليجي وكلمات الاشادة الصادرة عن كل من الامارات والبحرين والسعودية والأردن، وتقاطعها مع موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الداعم للعدوان الاميركي، جاء كل ذلك ليصب في خانة تأكيد التناغم المتنامي بين تلك الدول بما يخص المنطقة، خاصة لناحية تسخين الموقف العسكري في وجه إيران وحلفائها.
أوضحت العملية العدائية مستوى التنسيق العسكري القائم، فاختيار قاعدة الشعيرات لضربها تم بناءً على مطالب إسرائيلية، وقد أكدت تقارير أن وزارة حرب العدو زودت الاميركيين بالإحداثيات، وذلك رداً على تصدي الجيش السوري للطائرات الإسرائيلية في وقت سابق انطلاقاً من الشعيرات.
ويأتي الموقف العربي المعادي في سوريا للتذكير بالمواقف التي مهدت ورافقت الغزو الاميركي للعراق في عام 2003، إن من الناحية اللوجستية أو المادية، وقد عمدت الرياض حينها إلى تزويد قوات الغزو بالنفط، كما أبدت استعدادها لتغطية أي نقص في سوق النفط وتعهدت بالحفاظ على استقرار اسعاره.
يرى مراقبون أن الأميركيين اتخذوا من كيميائي خان شيخون في إدلب ذريعة لتنفيذ اعتدائهم، بينما هم قاموا برد فعل معنوي يحمل تضامناً ضمنياً مع مواقف أنظمة عربية معادية لدمشق، كما أنه يُعد بادرة إرضاء للكيان الإسرائيلي، ومحاولة لإعادة الإعتبار له، خاصة وأن تل أبيب تعاني من وطأة معادلات الردع الجديدة في المنطقة، فضلاً عن التقدم الميداني للقوات السورية وحلفائها في مواجهة الإرهابيين.