عندما أعلن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أكتوبر/تشرين الأول 2015 عن تشكيل “التحالف العسكري الإسلامي”، كان طموح الرياض كبيراً بشأن تحقيق تعاون مشترط بين الدول ذات الأغلبية المسلمة، إلا أن مبادرة السعودية بتشكيل تحالف عسكري يشبه “الناتو” لم تنجح.
لم يشكل التحالف المنشود من قبل السعودية أكثر من تحالف تكتيكي بين عدد من الدول السنيةـ ولا يمكن أن يكون متماسك النسيج أو يحقق الأهداف المرجوة منه، بحسب موقع “جيوبوليتيكال فيوتشر” الأميركي على الإنترنت.
في 29 مارس/آذار 2017، أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجه محمد آصف التكهنات التي تخص تولي قائد الجيش الباكستاني المتقاعد رحيل شريف قيادة التحالف العسكري. وأضاف آصف أن النقاشات “ما زالت جارية بشأن نشر فرقة قتالية باكستانية” في المملكة.
إلا أن قرار إسلام آباد وضع واحداً من أكبر الشخصيات العسكرية الباكستانية على رأس جيش التحالف السعودي ونشر فرق قتالية على الحدود مع اليمن، وهي المنطقة التي يواجه فيها السعوديون هجمات من القوات اليمنية، تفسره العلاقات المتينة بين باكستان والسعودية.
ويشير “جيوبوليتيكال فيوتشر” إلى أنه “من اللافت للانتباه خروج أكبر قوتين في المنطقة من هذا التحالف وهما مصر وتركيا، فيما تعد باكستان القوة الإسلامية الكبرى الوحيدة التي تلتزم أمام التكتل العسكري الذي تقوده السعودية بالرغم من كونها طرفًا لا ينتمي إلى منطقة الشرق الأوسط”.
ويرى “جيوبوليتيكال فيوتشر” أنه “يمكن فهم سبب عدم وجود أي تحرك فعلي بشأن هذا التحالف العسكري ويرجع ذلك لعدم اهتمام الأطراف القوية في المنطقة بها، وما يبدو واضحًا في هذا التحالف هو ثلاثة أشياء: أولها قيادة جنرال باكستاني متقاعد لها، ونية باكستان تقديم فرق قتالية لهذا التحالف، إضافة إلى اختيار الرياض لتكون مقرها الرئيس. ولم يتم تحديد أهدافها حتى الآن”.
يختم الموقع الأميركي بالقول إنه “في الوقت الذي يتفكك فيه الاتحاد الأوروبي وترشح تساؤلات عن جدوى “الناتو”، فمن غير المرجح أن يستطيع التحالف العسكري الإسلامي العمل خاصة مع وجود أزمات عميقة بين دول المنطقة”.