بالمال واستغلال الدين وحدهما تحيا السعودية. هي التي سعت منذ عقود إلى تسويق وجودها لدى الغرب باعتبارها كياناً سياسياً شبيهاً بدول العالم، لم تسعفها أموال النفط للسيطرة على توجهات الشعوب الغربية، خاصة وأن سياساتها في نشر الوهابية الدينية وما أفرزته من حركات تشدد إرهابية، أسفرت في إذكاء مشاعر تلك الشعوب المناهضة للمسلمين.
وذكرت صحيفة “ذا دايلي بيست” الأميركية، في تقرير، أن السعوديين “بدأوا يتجهون إلى الدول التي لديها عدد كبير من السكان المسلمين مثل المالديف وإندونيسيا وسريلانكا والهند لقضاء عطلهم وصرف أموالهم”، ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من عائلة آل سعود قوله إن الامراء “ينظرون إلى طريقة التعاطي الغربية معهم على أنها مهينة، خاصة بعدما دعموا التجارة مع الغرب، وقاموا بتشغيل الأوروبيين والأميركيين وصرفوا الأموال في الكازينوهات الغربية لعقود”.
ونقل التقرير عن مدير مركز شؤون الخليج في “معهد الشرق الأوسط” في واشنطن جيرالد فيرستين قوله، إن السعوديين “يتطلعون إلى التنويع اقتصادياً، ويرون في الصين واليابان بدائل جيدة عن الغرب”. أما الخبير في الشأن السعودي ديفيد أوتواي، فاعتبر أن “التغيير محاولة لإعادة التوازن إلى التجارة مع آسيا، وذلك لكونها سوق تصدير النفط الرئيسة”.
وأضاءت الصحيفة أيضاً على تدهور العلاقات السعودية الأميركية نتيجة قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” (جاستا)، الذي يسمح لضحايا هجمات 11سبتمبر/أيلول 2001 بمقاضاة السعودية، مشيرو إلى أن الرياض “باتت الآن معرضة لخطر تحمل المسؤولية المالية من قبل محاكم الولايات المتحدة لدفع تعويضات لأسر ضحايا 11 سبتمبر”.
في وقت ضاقت الشعوب الغربية فيه ذرعاً بممارسات الرياض، يبدو أن نفوذ المملكة المالي لم يعد كافياً لتحقيق رغبات حكامها. وفيما سخّر آل سعود الدين دائما لدعم شرعيتهم داخلياً وإقليمياً، ها هم اليوم يتجهون إلى توظيف الدين دولياً. أما في ما يتعلق بحياة اللهو والترف وصرف الأموال على الملذات، فإن هونغ كونغ أو جزر المالديف تمتلك الكثير من وسائل المرح والمتعة، تماماً مثل الذي تقدمه لندن أو نيويورك، بل وأمور أخرى أكثر.