كشف تحقيق لمنظمة حقوقية سويدية عن حقائق تتعلق بمزاعم الهجوم الكيميائي في خان شيخون، فأوضحت بالأدلة الدامغة مسؤولية مجموعة “القبعات البيضاء” عن قتل الأطفال بهدف إلصاق الجريمة بالجيش السوري.
تقرير رامي الخليل
هي ليست المرة الأولى التي ينكشف فيها تواطؤ الدول الكبرى مع الجماعات المسلحة في سوريا لارتكاب الجرائم، خاصة عندما يصار إلى توظيف تلك الجرائم لإدانة دمشق ديبلوماسياً او استهدافها بعمل عسكري كالذي أقدمت عليه واشنطن يوم الجمعة 7 أبريل/نيسان 2017 باستهداف مطار الشعيرات.
وأوردت مجلة “إنديكايتر” المتخصصة بقضايا حقوق الإنسان والجيوسياسة، في تقرير، خلاصة تحقيق لمنظمة “أطباء سويديون لحقوق الإنسان” أثبتت فيه أن ما يسمى بالـ”الخوذ البيضاء”، الذين يدعون العمل في مجال الانقاذ، قاموا بقتل اطفال سوريين من أجل تصوير مقاطع إعلامية تسوق لفكرة الهجوم الكيميائي.
وأوضحت المنظمة السويدية المتخصصة في مجال البحث والإبلاغ عن آثار جرائم الحرب والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، أنه بعد التدقيق بالمقاطع المسجلة، توصل الخبراء إلى أن عناصر “الخوذ البيضاء” “قاموا بحقن أحد الاطفال بجرعة أدرينالين في منطقة القلب، لافتة إلى أن الإسعاف الأولي لمصابي الهجوم الكيميائي لا يتم بهذه الطريقة، كما أنه لم يتم الضغط على الحقنة لتفريغ محتواها، ما يعني أنهم لم يقوموا بحقن الطفل بالدواء”.
ونقلت صحيفة “فيتيران توداي” الأميركية عن أطباء حللوا معلومات الشريط المصور قولهم، إنه “تم تخدير الطفل بمخدر عام، وفيما ظهر الطفل وهو يحتضر بسبب زيادة جرعة المخدر، لم تظهر على الأطفال أية أعراض تسمم بالغازات الكيميائية، مؤكدة أن ما تم هو “جريمة قتل مصورة على أنها عملية إنقاذ”.
ونقلت المنظمة السويدية عن المتخصص في طب الأطفال ليف ايليندر قوله إنه “بعد تفحص المادة الفيلمية، وجد أن الاجراءات التي طبقها عناصر الخوذ البيضاء على الأطفال، وبعضهم متوفى، هي إجراءات غريبة، وغير طبية، وغير إنقاذية، بل إنها مضرة من ناحية إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال، فيما نقلت عن الطبيبة لينا أوسكي، قولها، إنه إذا صحَّت حقنة الأدرينالين، المفترضة، التي تم إعطاؤها للطفل، فإنه “إن لم يكن هذا الطفل ميتاً، فإن هذه الحقنة تكفي لقتله”.
اعتمد الرئيس الاميركي دونالد ترامب على ما اعتبره أدلة تلقاها من “الخوذ البيضاء” لتنفيذ هجوم صاروخي في سوريا، كان من نتائجِه أن قرَّب من إحتمال المواجهة العسكرية مع روسيا، وفيما لم يكلف نفسه عناء انتظار تحقيق دولي محايد في وقائع الهجوم الكيميائي المزعوم، تستمر ممارسات المجموعات المسلحة وأذرعها بارتكاب المزيد من جرائم الحرب على مرأى ومسمع من العالم أجمع.