يبدو أن العجز الذي فاق حجمه 50 مليار دولار في موازنة السعودية لم تتأثر به طموحات ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الترفيهية، الذي يجهد للترويج لـ”رؤيه 2030″ الاقتصادية بشتّى الطرق، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، التي تقضّ مضاجع السعوديين.
وبعد الاحتفالات والمهرجانات الترفيهية في مدن سعودية، أعلن بن سلمان إطلاق مشروع أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في البلاد، مشيراً إلى أنه سيقام في منطقة القدية جنوب غرب العاصمة الرياض.
واستفاد بن سلمان من منصبه بترؤس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة ليجعله المستثمر الرئيس في المشروع، إلى جانب نخبة من المستثمرين المحليين والعالميين. أفرزت خطوة بن سلمان غضباً عاما في الشارع السعودي، حيث استنكر المواطنون الخطوات الترفهية هذه، بالتزامن مع الأوضاع المزرية التي يعيشها الكثير من السعوديين، من بطالة متفاقمة بين الشباب، والعجز في الوحدات السكنية المعروضة، حيث بيّنت وزارة الاسكان أن الفارق بين المعروض وعدد طلبات المتقدمين للدعم السكني، يبلغ أكثر من 414 ألف مسكن.
ودشن مغردون سعوديون وسماً بعنوان “اترك_القديه_وشف_وضع_السكن” ليعبّروا من خلاله عن استنكارهم لخطوة محمد بن سلمان الترفيهية، وطالبوه بالنظر إلى أوضاع السعوديين الباحثين عن السكن الأولى من الترفيه.
وأشار المغردون إلى أن الترفيه الحقيقي يكون في ضمان سكن للشخص ولأبنائه وحل مشكلة البطالة، ومختلف المشكلات الاجتماعية والاقتصادية. وتعليقاً على مساحة مشروع المدينة الترفيهية الجديدة التي ستبلغ 334 كم مربعًا، كتب أحد النشطاء تغريدة تقول: “334 مليون م هذه المساحة توفر 835000 من الأراضي السكنية بمساحة 400م”، مضيفاً “إيش صار ع حدايق الملك عبدالله العالميه!”.
واتهم أحد المغردين بن سلمان بتضييق الخناق على المواطنين، قائلاً: “تريد أن يحبون الترفيه وانت خانقهم من جميع الجهات”. كما انتقد المغردون “رؤية 2030” معتبرين أنها “اقتصرت على الترفية وحفلات محمد عبده ، وتجاهلت المشاكل الحقيقية”، فيما رأى آخرون أن “تطنيش أمور المواطنين وإرغامهم على سياسات معينه دليل على التعالي والأنانية”.