نبأ – فيما يسعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تفعيل معادلة “الرُزْ” مع دول الخليج مقابل التبعية السياسية، نشطت الجماعات المتطرفة في مصر خلال السنوات الأخيرة بهجمات عدةَ طالت كنائس ودور عبادة ومؤسسات أمنية، عبر انتحاريين وأخرى بعبوات وسيارات مفخخة، آخرها الانفجارين الذين ضربا كنيستين في مدينتي طنطا والأسكندرية شمال البلاد، نفذهما تنظيم “داعش”.
يبدو مشهد اليوم مستنسخاً من السبعينات، حيث بدأت عملية زراعة التشدد في مصر بعد غزو السلفية والوهابية، خلال حقبة الانفتاح الاقتصادي وتحديداً إلى السعودية، في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث ارتفعت هجرة المصريين إلى دول الخليج، الذين عادوا محمّلين بالقيم الوهابية.
وكشفت وسائل إعلام مصرية أنّ منفذ هجوم الأسكندرية، أبا إسحاق المصري (27 عاماً) عمل في الكويت لمدة 4 أشهر، قبل أن يغادر إلى تركيا، ومنها إلى سوريا عبر معبر أطمة أواخر عام 2013، قبل أن يعود إلى مصر ويستقر في سيناء. أمّا منفذ تفجير كنيسة طنطا، أبا البراء المصري (43 عاماً) عمل سابقا في السعودية، وغادر إلى سوريا في أغسطس/آب 2013، قبل أن يخرج منها إلى لبنان، ويعود مرة أخرى إلى سوريا، ويغادرها لاحقاً إلى ليبيا، ثم مصر.
وفي حين يؤكد الملك سلمان للرئيس السيسي على تقديم ما يلزم لمصر لمساعدتها في محاربة الإرهاب، ترتفع كلفة علاقة القاهرة بالرياض، ولم تعد تقتصر فقط على التبعية السياسية وتعكير العلاقة السياسية والاقتصادية مع إيران وحلفاءها، إنّما لذلك كلفة تهدد أمن مصر، وتضعها في صلب مشاريع لا تصب في مصلحتها في المنطقة، على غرار مشروع التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للرياض. ولا شك في أنّ اشتداد الخطر الإرهابي التكفيري في سيناء، والسعي إلى استهداف المسيحيين، إنما يندرج في سياق مخطط إسرائيلي أميركي لإضعاف الدولة المصرية، وفرض الشروط والإملاءات عليها، والأداة هي الوهابية.