سرَّعت الضربة الأميركية لسوريا من وتيرة الأحداث السياسية في المنطقة، وفيما يجهد الغرب ومعه واشنطن لإقناع موسكو بالتخلي عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد. تشير التحليلات إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس في وارد الرضوخ لمثل تلك الضغوط الدولية.
تقرير رامي الخليل
يبدو أن المنطقة مقبلة على صيف حار جاء معاكساً لكل التوقعات التي رافقت حال المراوحة السياسية الأخيرة في الشرق الأوسط، وفي هذا يُرجع مراقبون مرحلة بدء تسخين الملف إلى زيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان الأخيرة إلى واشنطن، ومن ثم استكمل التفاصيل ملك الأردن عبدالله الثاني خلال لقائه بنظيره الأميركي دونالد ترامب.
على إثر توتر الأوضاع بين روسيا والولايات المتحدة بُعيد القصف الذي استهدف مطار الشعيرات في سوريا، وأمام اللهجة العالية التي قابلت بها موسكو وحلفائها من ايران وسوريا العدوان الأميركي، انهالت الضغوط الدولية على الرئاسة الروسية في مسعى لإقناعها بالتخلي عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، في تقرير، أن روسيا ردت على الهجمات الأميركية بتأكيد الدعم لدمشق، وهي هددت مع إيران بالرد على أي هجوم جديد، كما تعهدت بتعزيز الدفاعات الجوية السورية، وأرسلت بوارج حربية إلى شرق البحر المتوسط.
وأوضح مُعد التقرير في “ذا غارديان” الصحافي مارتن شولوف أن موسكو “لن تتخلى بسهولة عن رأسمالٍ من النفوذ عملت على بنائه خلال السنوات الخمس الماضية في سوريا، فضلاً عن الكثير من صفقات الأسلحة بعشرات الملايين من الدولارات، فضلاً عن تخليها عمَّا تمتلكه من دور بارز في الشرق الأوسط”.
الرسالة الاميركية الغربية لروسيا والتي تمخض عنها اجتماع مجموعة الدول السبع الذي انعقد في ايطاليا، يحمل تفاصيلها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي وصل موسكو، يوم الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2017. أما مضمون تلك الرسالة، فهو خطاب للدب الروسي يقول: “أمامك خياران، إما أن تكون معنا وإما مع الأسد”.
توحي لهجة الخطاب العالية هذه بأن زيارة تيلرسون هي الفرصة الأخيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة والدول الحليفة لها للتعامل دبلوماسيا مع روسيا، أي قبل التوجه إلى خيارات أخرى كفرض عقوبات جديدة، وهو ما صرح به وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.
في وقت لا تزال واشنطن ترى أن هناك فرصة يمكن استغلالها لإقناع موسكو بأن تحالفها مع الأسد لم يعد في مصلحتها الاستراتيجية، وبأن التخلي عن دمشق يشكل مقدمةً لحل يؤدي إلى تسوية سياسية دائمة، جاءت الإجراءات الروسية العسكرية الأخيرة في سوريا لتؤكد بأن العلاقة مع الرئيس الأسد لا تزال الورقة الأهم التي لن يتمكن تيلرسون من دفع بوتين للتخلي عنها.