“لقد شاهدنا هذا مسبقاً، والأمر بات مملاً “، هكذا علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتهام الولايات المتحدة لسوريا بتنفيذ الهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون. وفيما اعتبر بوتين أن واشنطن تعيد تنفيذ السيناريو السابق لغزو العراق في عام 2003 وهذه المرة في سوريا، أشارت معلومات استخبارية أميركية إلى مسؤولية السعودية وإسرائيل عن الهجوم الكيميائي.
ونقل موقع “إنفو وورز” الأميركي، في تقرير عن صحافي التحقيقات الشهير روبرت بيري، قوله إنه حصل على معلومات استخبارية أميركية تفيد بأن الهجوم تم بقصف من طائرة من دون طيار، لافتاً إلى أن المحللين أكدوا أن الطائرة “بدأت رحلتها في الأردن انطلاقاً من قاعدة عمليات خاصة سعودية إسرائيلية مشتركة أقيمت لدعم المسلحين في سوريا”.
الصحافي الاميركي الذي كان له دور محوري في كشف أكثر من فضيحة مرتبطة بواشنطن أثناء عمله لوكالة “أسوشييتد برس”، أوضح أن اللجوء إلى السلاح الكيميائي “هدف إلى خلق حادث من شأنه أن يغير موقف إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب اتجاه الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة بعدما أعلنت واشنطن في أواخر مارس الماضي أنها لم تعد تسعى إلى تحييد الأسد عن سدة الحكم”.
وذكَّر التقرير أيضاً بموقف عضو الكونغرس الأميركي السابق رون بول، وقد وصف الهجوم بأنه “عَلَمٌ كاذب” لتبرير العدوان الأميركي الذي استهدف “قاعدة الشعيرات” الجوية السورية. وشكك الصحافي الاميركي الحائز على جائزة “جورج بولك” لأعماله الاستقصائية في تقرير مجلس الأمن القومي الأميركي الذي حمَّل دمشق مسؤولية الهجوم، فاعتبر أن “عدم افصاح التقرير عن أية أدلة فعلية بزعم “الحاجة إلى حماية المصادر والأساليب” أمر من شأنه أن “يضعف الادعاءات الأميركية”.
كما تساءل عن السبب الذي دفع بمدير الاستخبارات المركزية مايك بومبيو ومدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس، إلى “عدم الظهور في الصورة التي جمعت ترامب بـ12 موظفاً من كبار مستشاريه أثناء متابعة سير العدوان على سوريا”.
في سيناريو أميركي بات مفضوحاً، حاولت واشنطن تبرير عدوانها على سوريا بدعم عربي وغربي سبق إجراء أي تحقيقات، وأمام سيل المعلومات التي تكشف التواطؤ الإسرائيلي السعودي في خان شيخون، تبرز مطالبات دمشق ومعها موسكو بإجراء تحقيق دولي محايد، من شأنه أن يكشف حقيقة دول تدعي زوراً حرصها على أرواح السوريين.