تعيش النخب المجتمعية والسياسية الغربية والأميركية مرحلة يقظة ترصد سياسات نظام آل سعود التخريبية، وفي ظل السطوة السياسية والإعلامية للرياض، إلا أن اتساع رقعة العمليات الإرهابية الممهورة بتواقيع الوهابية بلغت حداً لم يعد بالإمكان التغاضي عنه.
تقرير رامي الخليل
يسجل لعقائد الوهابية في السعودية نجاحها في تجنيد الآلاف لارتكاب العمليات الإرهابية حول العالم، من لبنان ومصر مروراً بسوريا وروسيا وليس انتهاءاً بفرنسا بريطانيا وصولاً إلى عمليات القتل بدم بارد في الولايات المتحدة. وفي ظل تمدد التطرف، حذر محللون غربيون من خطورة استمرار دعم العواصم الكبرى للرياض، وهي التي تتابع نشر سمومها عبر أفكار دينية متطرفة.
وذكرت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية، في تقرير، إنه “وفيما تجهد الإدارة الاميركية لمحاربة إيران باعتبارها التهديد الأكبر، إلا أنها أغفلت خطورة السعودية على الداخل الأميركي، خاصة وأن الرياض تحارب المجتمع الأميركي من الداخل، وهي أوجدت لنفسها نفوذاً متمدداً من شأنه أن يضرب أسلوب حياة الأميركيين تمهيداً لتفتيته”.
وسلط التقرير، الذي أعده المحلل الاستراتيجي لدى شبكة “فوكس نيوز” الأميركية رالف بيترز، الضوء على نشر الرياض للوهابية في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن السعوديين هم “الحراس المعنويين للملايين من الذين ارتكبوا أبشع وأشد الأعمال بربرية، كما أن الرياض تمنع المسلمين من التواصل مع العالم المتحضر عبر إقناعهم بضرورة أن تتسيد أفكارَهم الدينية المتطرفة على أفكار غيرهم من اتباع الديانات الأخرى”.
ورأى بيترز أن الرياض “توظف أموالها النفطية واستثماراتها لدفع المسلمين إلى ارتكاب عمليات تخريبية، وهي تملك لهذا الوسيلة الأنجع، حيث يمتد نفوذها إلى حوالي 80 في المئة من المساجد في الولايات المتحدة”. وإذ أشار إلى أن السعودية “توظف استثماراتها لخدمة أهدافها الهدامة”، اعتبر أن تلك الممارسات “تتم برضا ومساعدة الإدارات الأميركية المتعاقبة، خاصة وأن الرياض تمكنت من شراءها عبر البترودولار”.
في أوائل عام 2015، نشر العميل السابق في الاستخبارات البريطانية ألستير كروك مقالاً بعنوان “لا يمكنك فهم “داعش” إذا كنت لا تعرف تاريخ الوهابية في السعودية”، عرض فيها لـ”الجذور العقائدية التي تحكم الأفكار الظلامية للتنظيم الأرهابي”، على أن تلك الأفكار هي نفسها التي تحرص الرياض على نشرها في المجتمع الأميركي، ويحدث ذلك على مرأى ومسمع من مسؤولي البيت الأبيض.