تقرير محمود البدري
من يذكر جيدا كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال السباق نحو البيت الأبيض، وانتقاده للسعودية والتقليل من شأنها في الأجندة الأميركية، يدرك جيداً أنه مستعد للزج بها في أتون حرب محال فيها النصر، وما قوله بأن “السعودية كالبقرة الحلوب التي تدر ذهبا ودولارات، ومتى ننتهي منها سنذبحها مباشرة أو غير مباشرة”، إلا تأكيد على ما سبق.
فقد كشفت صحف أميركية أن ترامب “أكثر استعداداً لزج المملكة وحلفائها بشكل أعمق في حرب يتعذر فيها الانتصار”. ووصفت صحيفة “أميركان كونسرفتف” دعم الولايات المتحدة في الحرب على اليمن بـ”المشين”، متهمة حكومة بلادها بـ”التورط في جرائم حرب”، مشددة على أن “الحديث عن الدعم في سياق العداء لإيران يؤكد غباء السياسة الأميركية في اليمن التي كانت ولا تزال قائمة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “البنتاغون” يطالب بزيادة الدعم الأميركي لشن هجوم على ميناء الحديدة اليمني، “على الرغم من أن ذلك سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد ويعجل من المجاعة”.
يعد الهجوم واحتلال ميناء الحديدة من بنات أفكار الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما في عام 2015، لكنها عادت من جديد مع تولي إدارة ترامب السلطة في واشنطن، والتي تخطط لتقديم مساعدة ضخمة للسعودية في للاستيلاء على الميناء الحيوي لملايين اليمنيين.
بدورها، رأت مجلة “ذي ايكونوميست” أن الهجوم على الحديدة “لن ينهي القتال، بل سيُخرج الصراع من حالة المراوحة الميدانية، وستحدد نتائج الهجوم مسار الحرب، في المرحلة المقبلة”، الأمر الذي قد يؤدي، بحسب مراقبين عسكريين إلى تكبيد تحالف العدوان، على رأسهم السعودية خسائر فادحة، مادياً ولوجيتسياً.