على أجساد الفلسطينيين تتسلق دول الخليج للوصول إلى تطبيع كامل في علاقاتها مع إسرائيل. لم تكن مهمة تحرير فلسطين قضيتَهم أساساً، أما دعايةُ معادات الحكَّام للاحتلال، فعلَّاقة وُظفت لتحصيل الشعبية لأنظمتهم. أما اليوم، وبعدما أحكموا قبضتهم على رقاب شعوبهم بيد من ديكتاتورية، فقد باتوا في حِلٍّ من بروباغاندا اعتبار فلسطين بوصلة العربِ والمسلمين.
ليس الكلام هنا في خانة التجني أو التشفي، بل هو خلاصة ما أوردته مؤسسة “بي آر آي” الإعلامية الأميركية، في تقرير بعنوان “إسرائيل تُطوِّر علاقاتٍ جديدة مع السعودية ودولٍ من الخليج”، سلطت فيه الضوء على “مرحلة الازدهار المبطن” التي تمر فيها العلاقات بين تلك الدول.
وذكَّر التقرير بكلام رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل عندما اجتمع في عام 2016 بالجنرال ياكوف أميدرور، المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندها اعتبر الفيصل أن “لا يوجد شيء يمكن أن يوقف دمج المال الإسرائيلي والعقل السعودي”، وأكد حينها أن ما يفصل تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال مرتبط فقط باتفاق الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضح التقرير الأميركي أن السعودية مع دول خليجية أخرى تتقاسم مع إسرائيل عدداً من الأهداف المشتركة، أبرزها العداء لإيران. ونقل التقرير عن رئيس “مشروع الحرب المضادة للحرب السياسية” في “مركز القدس للشؤون العامة” دان ديكر قوله، إن “إيران النووية وحلفائها في الشرق الأوسط تثير قلق دول الخليج”، لافتاً إلى أن “التقارب بين إسرائيل والدول العربية السُنية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يخلق إمكانية التنسيق والتعاون الحقيقيين بين إسرائيل والدول الخليجية”.
في ظل الظروف الجيوسياسية المستجدة في المنطقة، ومع المساعي الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأميركية في مهمة شيطنتها لإيران والمحور المناوئ لكيان الاحتلال، يبدو أن انتقال إسرائيل من خانة العدو لخانة الحليف بالنسبة إلى دول الخليج بات أمراً واقعاً، فيما لم يعد يفصلنا عنه إلا إعلانه الرسمي.