تقرير رامي الخليل
تركيبة من 3 عناصرِ قوة يحتاجها أي أمير سعودي ليتبوأ عرش المملكة، يأتي في المقام الأول رضا الولايات المتحدة، أما ثانياً فعلى الأمير أن يكون مقبولاً لدى الأسرة المالكة، وأخيراً وهو العنصر الأقل أهمية، فإنه يتمثل بإرضاء الشعب.
كفِل أمراء آل سعود بهذه التركيبة السحرية الوصول إلى سدة العرش منذ تأسيس المملكة الحديثة على يد الملك عبد العزيز آل سعود، وذلك في 14 فبراير/شباط 1945، تاريخ اجتماعه بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت.
وذكر موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، في تقرير، إن ولي ولي العهد محمد بن سلمان خطا آخر خطواته للسيطرة على الحكم في مقابل إقصاء ابن عمه وولي العهد محمد بن نايف. وأوضح التقرير الذي أعده الصحافي البريطاني ديفيد هيرست، أن “عداء ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لابن نايف، دفعت بالأول إلى التحالف مع الأمير الصاعد والقوي محمد بن سلمان، وقد نصحه بضرورة العمل على التخلص من الوهابية والحرص على التقرب من إسرائيل، كما أخذ على عاتقه مهمة الترويج له عند الأميركيين”.
وأشار هيرست إلى أن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع بن سلمان في واشنطن، كان عبارة عن “نقطة تحول كبيرة في الموقف الأميركي اتجاه بن نايف”، مشيراً إلى أن اللقاء كان “بين رئيس الولايات المتحدة والملك السعودي المقبل”. ولعل الزيارة التي قام بها وزير الحرب الأميركي جيمس ماتيس إلى السعودية ولقائه الملك سلمان وابنه محمد من دون لقاء بن نايف، كان أبلغ مؤشر على المرحلة المقبلة، وهو ما يمكن الاستنتاج منه أن بن نايف أصبح خارج الصورة.
ولفت التقرير إلى أن القرارات الملكية الأخيرة كانت “أحدى أهم الاجراءات لاستعادة شعبية ولي ولي العهد، من خلال إعادة المخصصات المالية للموظفين المدنيين والعسكريين، وقد أُرجِع الفضل بذلك إلى محمد بن سلمان”.
أما آخر ضربة تلقاها بن نايف، فتمثلت بإنشاء “مركز الأمن الوطني” المرتبط بالديوان الملكي الذي يسيطر عليه بن سلمان، وهو أمر أعطى للأخير نفوذاً كبيراً في وزارة الداخلية، نقطة بن نايف الأقوى.
وفيما استكمل بن سلمان عناصر “وصفة التاج السحرية”، وشُرِّعت أمامه أبواب العرش من دون أية عثرات، يخيم الصمت على بن نايف، ولي العرش الذي يعيش اليوم أصعب ساعاته بانتظار أوامر ملكية لم تعد بعيدة، معلنة إقصاءه من مشهد الحكم، ليحل مكانه وريث سلمان في ملكه.