تقرير محمد ديار
اقتضت مشيئة الرحمن أن يجعل في عباده أغنياء وفقراء، وسخر كلاً منهما للآخر. من يقومون بالخدمات المنزلية هم نعمة من الله منّ بها على المخدومين لتسهيل أمورهم، فيتحملون عنهم أعباء المنزل ويوفروا لهم الراحة والسعادة، لذا نهج لنا الإسلام منهاجاً، يضمن حقوقهم، مالياً وأدبياً.
وبرغم ذلك، نجد أن آراء بعض السعوديين في العمالة المنزلية مجحفة إلى حد الاستعلاء والعجرفة، حيث يعتبرونهم جزءً من ممتلكاتهم من دون خجل أو وجل من الله. وتشكل الحوادث المتعلقة بالعمالة مناسبة لفتح ملف سوء المعاملة التي تتعرض لها العمال، حيث أن السبب الرئيس هو في ثقافة المجتمع التي تحوي مفاهيم وهابية سيئة.
ظهرت مشكلة العمالة المنزلية في الآونة الأخيرة نتيجة تراكمات سابقة، من قبل الأسر التي ابتعدت عن التعاليم السمحاء. إذ أن الإسلام أعزَّ الخدم والعمَّال ورعاهم وكرَّمهم، واعترف بحقوقهم لأوَّل مرَّة في التاريخ، بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرقُّ والتبعيَّة، وفي البعض الآخر معناه المذلَّة والهوان، قاصدًا بذلك، أي الإسلام المحمدي الأصيل، إقامة العدالة الاجتماعيَّة، وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وهنا لا بد لنا من تذكير البعض بالحديث التالي: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء”.