انتاب الخوف والحذر الأوساط البنغالية بعد موافقة الحكومة على تمويل السعودية لبناء مئات المساجد. أمر رآه بنغاليون أنه خطوة لنشر الأفكار المتطرفة في البلاد عبر استغلال أوضاعها الاقتصادية.
تجهد السعودية في نشر فكرها الوهابي بشتّى أصقاع العالم، مستخدمة نفوذها المالي والسياسي للتأثير على حكومات مختلف الدول، لتجد لنفسها موطئ قدم تنشر من خلاله أفكارها ومفاهيمها، ومن هذا المنطلق، صوّبت الرياض أسهمها ناحية بنغلادش، بحجة تنفيذ مشاريع خيرية.
أعلنت بنغلاديش عن موافقتها على مشروع لبناء مئات المساجد بتمويل سعودي قيمته نحو مليار دولار، وفق ما أعلن مسؤول بنغالي، اذ تعتزم الحكومة بناء 560 مسجدا في شتى أنحاء البلاد، ليشمل جميع المدن البنغالية.
وما إن أعلن وزير التخطيط مصطفى كمال عن بحث رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، تمويل السعودية للمشروع خلال زيارتها الرياض، العام الماضي، برزت ردات فعل وتخوّف من استخدام الرياض لهذه المساجد ونشر الأفكار المتطرفة والمتشددة بين الشباب البنغالي، خاصة، أن البلاد تعاني منذ أعوام من تصعيد في العنف من قبل المتشددين.
وفيما رحّب رئيس المؤسسة الإسلامية الحكومية، شميم أفضل، بقيادة المملكة لمشروع بناء المساجد، اعتبر رسول الحق شاندبوري من فيدرالية تمثل الصوفيين البنغال، أنه لا يوجد مبرر لبناء هذه المساجد الجديدة، محذرا من استخدامها لنشر الوهابية.
ويسيطر التخوّف على معظم البنغاليين، من انتشار الفكر المتطرف في بلادهم وما تتبعه من أحداث قتل ووتفجيرات ارهابية، كما يحصل في دول مجاورة مثلا باكستان أو أفغانستان، حيث يتم استغلال الفقر والفوضى، وتزعم الدول ومنها المملكة، بأن مساعداتها تهدف الى الخير، الا أنها في حقيقة الامر تعمل على نشر الافكار المتطرفة، وتغذيتها، ومن ثم ولادة الإرهاب.
الجدير بالذكر، أن السعودية أنفقت مبالغ طائلة لنشر الوهابية في العالم، فاقت 87 مليار دولار في عقدين مضيا، وفق ما جاء في دراسة تحليلية أكاديمية نشرتها مجلة «ميدل إيست مونيتور».