السعودية / نبأ – في سعيها لتجفيف ما أسمته بـ “الفكر المتطرف”، اشترطت وزارة التربية والتعليم موافقة «الوزير شخصيًّا» على إقامة الندوات والمحاضرات في المدارس أو المقار التابعة للوزارة، أو توزيع نشرات تعليمية أو إرشادية أو مطبوعات، أو مواد صوتية أو مرئية، بعد أن كانت موافقة نائبيه، كافية لإجازة هذه المناشط.
وذكرت صحيفة الحياة أن هذا التعميم ألغى تعميمًا صدر العام الماضي، يقضي بـ«أخذ موافقة نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين أو النائب لشؤون البنات وفق الاختصاص، في ما يتعلق بتوزيع نشرات تعليمية أو إرشادية أو مطبوعات أو مواد مسجلة صوتية أو مرئية، أيّا كان موضوعها أو مصدرها في المدارس الحكومية والأهلية أو مقرات إدارة التربية والتعليم، وكذلك حين الرغبة في إقامة الندوات أو المحاضرات أو غيرها، وتحديد مواضيعها والمتحدثين فيها قبل إقامتها، سواء أكانت في المدارس الحكومية والأهلية أم مقرات إدارة التربية والتعليم ومرافقها التعليمية»، موكلة مهمة الموافقة إلى وزير التربية نفسه.
وبحسب الصحيفة، توعّد الوزير الأمير خالد الفيصل مخالفي قراره بالإبعاد عن مناصبهم، في حال إقامة هذه النشاطات، وشدد على ضرورة أخذ موافقة وزير التربية مباشرة عند الرغبة في إقامة الندوات والمحاضرات بالمدارس، أو توزيع نشرات تعليمية أو إرشادية، حتى لو سبقت الموافقة عليها.
وتباينت ردود فعل المغردين على موقع التواصل الإجتماعي (تويتر). فالبعض رأى بأن تصريح وزارة التربية والتعليم “بمثابة إلغاء للإنشطة الدعوة أوتقييدها بشكل يحد من فاعليتها، مستنكرين الإتهامات التي تقول إنها منابع للتطرف، في حين أشادت أطراف أُخرى بالقرار ووصفوا الخطوة بـ”الإيجابية” لتخليص التعليم والبيئة التعلمية من حملة الافكار التي تدعو للعنف والفكر الضال، بحد وصفهم.
محمد الحمزة يصفها بالخطوة الإيجابية: ” #منع_إلقاء_المحاضرات_في_المدارس خطوة إيجابية لمنع التوسع في التطرف والحد من انتشار الفكر الداعشي”.
عبد العزيزي التميمي كتبَ: “#منع_إلقاء_المحاضرات_في_المدارس وهذا افضل شي عشان ما ينشى جيل متطرف تكفيري حاقد على مجتمعه”.
عبد الله عقيلي يحكي عن تجربته: ” السنة الماضيه قدمت محاضرات تحفيزيه بالمدارس و كان المحتوى رياضي تحفيزي و واجهت صعوبه في ادارات المدارس”.
ويضيف: “انا ضد المحاضرات السياسية و الدينية التي تؤجج الشباب و توجه طاقاتهم لاعمال غير صحيحة و صائبة”.
بينما رأت جوزاء بأن القرار يسعى لهدم الإسلام: ” تبا لقرار كهذا الجدير بكم ان تخدمو الإسلام يا دولة الإسلام لا ان تتخذو قرارات تهدم الإسلام و تمحيه ربي اعصم قلبي”.
وتُعلق أثير التميمي: ” لييشش ترا جميله المحاضرات ونستفيد منها”.
عبد المحسن السويدان مُتحدثًا عن أثر هذه المحاضرات تجاهه: ” لما كنت طالب استفدت كثير من محاضرات مكافحة المخدرات واصبح لدي كره وخوف شديد للمخدرات استمر معي طوال حياتي”.
عبد الفيفي يستشهد بآية كريمة تُعبر عن رفضه: ” وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون”.
وبشأن #إيقاف_المناشط_الدعوية_في_المدارس ، غرد الاستاذ وحيد الغامدي عدة تغريدات يقول فيها: ” بدون الحاجة إلى اللطم واستحضار نظرية المؤامرة. تلك المناشط لم تقدم أي تربية تذكر .وقد رأينا مخرجاتها !”. وأضاف في تغريدة ثانية: “تلك المناشط عملت على حصر مفاهيم التدين في مظاهر غير نافذة للعمق التربوي والوجداني المفترض لتأسيس جيل مبدع”، معتبراً في تغريدة أخرى أنّ “تلك المناشط أخذت فرصتها الكاملة خلال ثلاثة عقود ولم تقدم شيئا يذكر في تأسيس أي فكر نهضوي عند اﻷجيال !”.
بينما يرى مالك الأحمد بأن هذا التصرف يؤدي للغلو: ” وزارة الاوقاف تقلص وتحاصر الأنشطة الاسلامية وزارة التربية تمنع المحاضرات والبرامج الدعوية هذا يؤدي للغلو”.
وكان وزير التربية والتعليم، الأمير خالد الفيصل، قد انتقد سيطرة ما وصفها الأفكار المتشددة على ميدان التعليم، وحمّل الفيصل المجتمع مسؤولية انتشار الأفكار “المتشددة،” وذلك بتخليه عن أبنائه، مما سهل للتيارات المتشددة اختطافهم، وفق قوله، مشيرًا إلى أن ميدان التعليم كان في الماضي كله للمتشددين.
(التقرير)