بالرغم من الحديث عن نزاع اماراتي سعودي ضمني في اليمن، خرج وزير الخارجية الاماراتي أنور قرقاش متحدثا عن شراكة إستراتيجية ثنائية خيِّرة، في حين يتساءل مراقبون عن سر اهتمام الامارات باليمن وبخاصة جنوباً.
تقرير شيرين شكر
وزيرالخارجيّة الإماراتي أنور قرقاش غرد محلقا خارج السرب السعودي، فاضحا حجّة الشرعيّة التي تلتحفها السعوديّة، وذلك عقب القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس اليمني الفارعبد ربه منصور هادي، وأطاحت بأهم رجال الإمارات في اليمن.
قرقاش الذي كان قد كتب قائلاً "إن من قواعد العمل السياسي أن تبني الثقة مع حلفائك ولا تطعن في الظهر، وأن تكون قراراتك بحجم قدراتك، وأن تقدم المصلحة العامة على الخاصة، مشكلة الشرعية هي في تغليب المصلحة الشخصية والأسرية والحزبية على مصلحة الوطن، وهو في مفصل حرج في معركته المصيرية"، سرعان ما بدل موقفه مع تبدل المستجدّات السياسية والعسكرية على الساحة اليمنيّة، مصرحا بالقول إن الموقف السعودي – الإماراتي حول اليمن صلب ومتطابق، متحدّثاً عن "شراكة إستراتيجية خيِّرة "، بعكس ما يحصل على الأرض في الجنوب اليمني الذي يشكل اهمية استراتيجية في الحسابات الإماراتيّة، كونه البوابة الأساسيّة لمضيق باب المندب الاستراتيجي .
صحيفة التايمز البريطانية علقت على الدور الإماراتي في اليمن وتحديدا الجنوب، بالقول إن ما سمتها "القوة الصاعدة في الخليج" مرشحة لمحاولة "إعادة بناء دولة حديثة في هذا"، كاشفة في المقابل عن الجهود التي تبذلها لتثبيت وجودها.
ونشرت الصحيفة تقريرا لمراسلها في عدن ريتشارد سبنسر ناقشت فيه رؤية الإمارات من الحل السياسي في البلاد وتحديدا موقفها من هادي.
وتنقل الصحيفة أنه وعلى الرغم من دعم السعوديين والإماراتيين لحكومة هادي إلا أن هناك الآن قلة لديهم ثقة بالرئيس هادي "الذي يرفض اتفاق السلام لإنهاء الحرب وبات يشكل جزءا من المشكلة في اليمن بدلا من أن يكون حلا لها".
وينقل سبنسر عن مسؤول إماراتي "كبير طلب عدم الكشف عن هويته"، قوله إن "هناك شعورا باليأس من احتمال إيجاد حكومة موحدة في البلاد" مضيفا أنه حتى إذا كان هناك تسوية سلمية في اليمن فإن الجيش الاماراتي لن يخرج من مناطق سيطرته على الاراضي اليمنية بزعم ضمان عدم عود تنظيم "القاعدة".
ويكشف التقرير عن قيام الإمارات "بتدريب جيش يمني جنوبي جديد من الصفر من خلال تجنيد أكثر من 30 ألف رجل من القبائل المحلية وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية للقتال.