تستمر ممارسات ولي ولي العهد محمد بن سلمان الاستعلائية في اليمن، وفيما يحاول تبييض الصفحة العسكرية لبلاده، تثبت الوقائع الميدانية أن كل وعوده ذهبت أدراج الرياح.
تقرير رامي الخليل
ومضت الأيام الخمسة وبعدها الأشهر واليوم دخلنا في حساب السنين.. والجيش السعودي لا يزال يغرق بمستنقع دموي حصد من صفوف جنوده المئات.
"تحالف العدوان" الذي بدأ اذار العام 2015 خلَّف الاف الشهداء المدنيين، فضلاً عن تدمير البنى التحتية اليمنية بشكل كامل، ونظراً لمستوى هذه الجرائم التي لا تزال تواجه انتقادات حقوقية ودولية واسعة، عمد الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى نقل المعارك إلى الداخل السعودي، فذاق المعتدون بعضاً من مر سمومهم.
وضوح صورة المعارك لناحية الثمن الكبير الذي تدفعه الرياض مع ارتفاع مستوى خسائرها العسكرية، أمر رأى فيه مراقبون تهديداً داخلياً للمملكة، خاصة وأن إطالة مدة الحرب أمر من شأنه أن يصعِّد حالة الاحتقان الشعبي بسبب ارتفاع تكلفة الحرب المادية التي بلغت مع نهاية أكتوبر الماضي نحو 130 مليار دولار.
بعد فشل الوكيل جاء دور الاصيل ليضرب مواعيداً جديدة تعاكس الوقائع الميدانية، وهنا لا بد من العودة لما كان قد ذكره المغرد السعودي الشهير "مجتهد"، وقد كتب في أغسطس الماضي، قائلاً: إن "الحوثيين وصالح فازوا عسكرياً وسياسياً واستخباراتياً في المعركة مع السعودية".
كلام ابن سلمان عن جهوزية الرياض لحسم الموقف عسكرياً، فندته تصريحات يمنية أكدت أن المملكة لا تزال تلهث في الغرف المغلقة خلف مخرج سياسي لمأزقها، وهو ما ظهر في كلام السياسي اليمني علي البخيتي، الذي اكد ان الاجتماعات ذات الصلة التي عقدها في الأيام الماضية مع عدد من المسؤولين السعوديين والدوليين لم تتكلل بالنجاح.
فيما لا يزال الفشل يلاحق سياسات مراهق الرياض، يبدو أن خلاص المملكة من مأزقها الدموي بات أمراً مستعصياً، وبينما يستمر ابن سلمان بممارسة المزيد من الاستعلاء، يؤكد حفاة اليمن أن صواريخهم لن تهدأ، وستظل تدك اوكار جيش الغزو السعودي حتى تطهير آخر شبر من أرضهم.