بعد دخول "اتفاق أستانة" حيز التنفيذ، بدأ الإختبار الفعلي لجدية الدول الموقعة عليه والداعمة للمجموعات المسلحة في إنجاحه، بعد تعالي بعض أصوات قادة المسلحين، مهاجمةً الإتفاق، وداعيةً إلى عدم العمل به.
تقرير عباس الزين
تشكل مقررات مؤتمر أستانة الأخيرة، منعطفاً مهماً في مسار الأزمة السورية، سيحدد وجه المرحلة المقبلة في حال تم نجاح الاتفاق من عدمه، مع ضآلة فرص النجاح، بعدما تم رفضه من بعض المجموعات المسلحة، ذات التأثير الأكبر في الميدان، من تلك التي تواجدت في المؤتمر.
رفض الإتفاق، والذي جاء على لسان السعودي عبدالله المحيسني، قاضي ما يعرف بـ "هئية تحرير الشام"، ربما ينعكس سريعاً على الميدان، في مختلف المناطق الخاضعة للإتفاق، ما سيؤثر بشكلٍ مباشر على الإتفاق، إذ من الممكن أن يؤدي إلى إفشال الاتفاق، في حال لم تتبلور الإرادة الجدية من قبل الولايات المتّحدة، التي أعربت عن قلقها عقب توقيعه الخميس الماضي.
المحيسني، وصف مؤتمر أستانة، بأنه مؤتمر يعقده "الأعداء للتفريق بين الفصائل، ويضعون فيه طرقاً خبيثة" لضرب من وصفهم بـ"المجاهدين" بعضهم ببعض.
يعتبر المحيسني من الشخصيات المقربة من النظام السعودي، عكس بكلامه رأي الأخير من اتفاق "أستانة، معتبراً أن "روسيا لا يمكن أن تكون (طرفاً) ضامناً" في سوريا، داعياً الفصائل إلى تشكيل مجلسٍ سياسي ملزم لكافة الفصائل ليذهب بقرار سياسي واحد أو يتخذ قرار عدم الذهاب.
وفي السياق نفسه، كان لافتاً المشادة الكلامية التي افتعلها قائد ما يعرف بـ"غرفة عملية حلب"، ياسر عبد الرحيم أثناء المؤتمر، عندما مهاجمته إيران فجأة، وانسحابه من المؤتمر في خطوةٍ مكشوفة لعرقلة مقررات الاجتماع، وهو ما أكّده أحد المقربين منه في تسريبٍ صوتي مسجل.
في تعليق على تصرفات وفد المعارضة هذه، اعتبر رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف، أن تصرف المعارضة السورية المسلحة أثناء توقيع مذكرة إنشاء "مناطق وقف التصعيد"، دليل على انعدام الخبرة السياسية للمعارضين.
يذكر أنّ ياسر عبد الرحيم، كان قد استلم منصب القائد العسكري لـ"فيلق الشام" في حلب. الفيلق الذي يعتبر من الفصائل المسلحة المجاهرة بالتبعية للرياض في معظم بياناته.