لم تتوقف المساعي السياسية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي بدأها في السعودية، وما الدعم الذي حصل عليه من ولي ولي العهد الذي هاجم الإخوان المسلمين، إلا دفعة تخوله المضي قدماً نحو تعزيز موقف نظامه خليجياً.
تقرير رامي الخليل
مِن البحث عن السبل الآيلة لتثبيته على كرسي الحكم، مروراً بمحاولات إيجاد طوق النجاة من الورطة الاقتصادية التي يعانيها النظام، وليس انتهاءً بالسعي للإقامة حالف عربي مناوئ لطهران، بدأ السيسي جولته الخليجية من السعودية في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، واستكملها في الإمارات ليستتبعها الأحد بزيارة الكويت والبحرين.
مراقبون رأوا أن الدعم الذي حصل عليه السيسي من محمد بن سلمان الذي أكد على متانة العلاقة بين الرياض والقاهرة، أعطى الرئيس المصري دفعة جعلته يمضي في سياسات حشد الدعم لنظامه على الصعيد الخليجي، وخاصة بين الدول التي تدور في المحور السعودي.
وأوضح مراقبون أن السيسي طلب خلال زيارته إلى أبو ظبي الأربعاء الماضي، دعماً إقتصادياً عاجلاً من شأنه أن ينقذه من ورطة استكمال تنفيذ باقي شروط صندوق النقد الدولي، للحصول على الشريحة الثانية وباقي شرائح قرض 12 مليار دولار، خاصة وأن هذه الزيارة جاءت بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة صندوق النقد إلى القاهرة.
مصادر متابعة ذكرت أن زيارة السيسي لم تخلو من جهودٍ بذلها لاستطلاع موقف الإمارات الغامض تجاه المعلومات التي تحدثت عن نية رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق، الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية التي من المفترض ان تحصل العام المقبل، خاصة وأن شفيق تعرض لحملات مسيئة من قبل إعلاميين ورموز سياسية موالية للسيسي.
وعن زيارة السيسي التي تبدأ غداً الأحد إلى الكويت ومن بعدها البحرين، رأى المستشار الأسبق لمجلس الوزراء السعودي أنور عشقي، أنها تأتي استكمالاً لجهود إقامة مشروع عربي موحد بهدف مواجهة النفوذ الإيراني، وبحسب ما نقلت عنه صحيفة "صدى البلد" المصرية، فإن الجولات والخطوات والتحركات التي يقوم بها السيسي سبق التخطيط لها بشكل استراتيجي، وهي تلقى الدعم الكامل من السعودية.