يبدو أن عقود العداء للكيان “الاسرائيلي” انتهت مع الموجة المتجددة من العلاقات المتينة التي ولّدتها بعض دول الخليج وعلى رأسها السعودية، حيث بدأت بإظهار علاقاتها مع تل أبيب إلى العلن بشكل تدريجي، حتى انتفت صفة الخجل والسرية عن ثنائية مهددة لاستقرار المنطقة، كون تل أبيب عدو أول للعرب.
وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إلى “سقوط سياسة الدول العربية التي كانت قائمة على قاعدة العداء للكيان الإسرائيلي”، مشيرة الى أن “الاتحاد ضد هذا العدو كان هو السمة المشتركة بين هذه الدول إلا أنها انتهت”.
وأبرزت الصحيفة، في تقرير تحت عنوان “إسرائيل بدأت بالظهور كحليف للدول العربية في الخليج”، مواقف ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي عمد إلى تحويل بوصلة العداء وتوجيهها نحو طهران بدلاً من تل أبيب، مستنداً إلى تقوية مواقفه مع الإدارة الأميركية لمباركة التحالف مع تل أبيب من أجل مواجهة طهران.
وأشار التقرير إلى مواقف المتحدث باسم تحالف العدوان على اليمن ونائب رئيس الاستخبارات السعودية الجديد، أحمد العسيري، بشأن اسرائيل، إذ قال: “نحن نملك عدواً وتهديداً مشتركاً وكلانا حلفاء مقربين من أميركا”.
وأضاء التقرير على مواقف السعودية وتوابعها، حيث أن “رابطة العالم الإسلامي”، وهي منظمة سعودية عالمية، وفق التقرير، وعلى رأسها محمد عبد الكريم عيسى، الذي حاول التقريب بين الإسلام والكيان الإسرائيلي عبر قصص النبي محمد (ص) مع اليهود، وهي مقاربة بعيدة عن واقع التطبيع الحاصل بطبيعة الحال.
ورأت “وول ستريت جورنال” أن جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسية التي تبدأ من السعودية وينتقل عقبها إلى الكيان الاسرائيلي، “ليست سوى بلورة للتطبيع بين الدول الخليجية وتل أبيب، إذ أن الارتباط بين الجانبين لم يعد مخفياً على أحد”.