إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا. أي الملفات الساخنة في انتظاره؟ وبأي منظار سيتعامل مع الرياض، خصوصاً في حربه على الإرهاب.
تقرير هبة العبدالله
تطرح أسئلة عدة عن موقف فرنسا المقبل اتجاه أزمات الشرق الأوسط والجديد والمتغير في علاقاتها الخارجية، بعد انتخاب ايمانويل ماكرون رئيسا للبلاد مساء الأحد 7 مايو/أيار 2017.
يواجه ماكرون قضايا عدة مرتبطة بالعالم العربي خاصة لجهة الدول المعنية بدعم التطرف الإسلامي والمجموعات الإرهابية والتي كانت منبع منفذي هجمات عدة في فرنسا خلال العامين الماضيين، وهو ما يرتد على أمن فرنسا وبشكل أوسع على دورها في محاربة الإرهاب وموقفها من اللاجئين المسلمين أيضاً.
يقول مراقبون إن السياسات القليلة القادمة ستشتهد تراجعاً في العلاقات الفرنسية السعودية والقطرية، بينما يقول آخرون إن هذه العلاقات لن تشهد تراجعاً نظير متانتها إلا أنها ستحظى بإعادة نظر من قبل الرئيس الفرنسي الجديد الذي سيعيد تقييم أولويات الإليزيه اتجاه حلفائه الخليجيين.
لا يستبعد محللون أن تشهد فرنسا انفتاحاً أكبر تجاه روسيا في المرحلة المقبلة. بالنسبة إلى السياسة الخارجية التي عبر عنها ماكرون، فإن الأخير يؤكد ضرورة محاورة بوتين ضمن اتفاقية كييف ودعوة روسيا إلى إنهاء احتلال قسم من أوكرانيا.
أما في سوريا، فإن ماكرون سيسير بباريس في اتجاه التمسك بخيار الحل السلمي والدعوة إلى تشكيل حكومة انتقالية تشارك فيها جميع الأطراف السورية. ولعل هذا الخيار يحسم باكراً دور القوات الفرنسية البرية والجوية في أي خيار تصعيدي للغرب تقوده واشنطن.
ومن هذا المنطلق كانت منافسته لوبان، زعيمة “حزب اليمين المتطرف”، التي حصدت ما يقارب 40 في المئة من الأصوات، تتكلم بشكل واضح عن الصراع الوجودي المسيحي في العالم العربي وتشير بأصابعها إلى المملكة السعودية وقطر التي اعتبرتها “تشكل خطراً على فرنسا”.
كما أن ماكرون الذي تقدم على منافسيه طوال الحملة الانتخابية قال صراحة إنه سينهب الاتفاقات التي تخدم مصلحة قطر في فرنسا، وإنه جهز مجموعة مطالب سيقدمها كرئيس فرنسي للرياض والدوحة بخصوص دورهما في تمويل ودعم المجموعات الإرهابية.
وتلتقي زعيمة “حزب اليمين المتطرف” مع ماكرون على أنه يجب على بلادها فرض تحالفات جديدة بهدف التصدي للإرهاب الذي طاولها وذلك بالابتعاد عن السعودية وقطر والتقرب من روسيا وإيران لمحاربة تنظيم “داعش”.