في ظل إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن جولته الرسمية إلى الخليج العربي منذ أيام، وبعد زياراته للإمارات والسعودية، إختار السيسي الكويت لتكون قبلته الثالثة ومن ثم البحرين.
تقرير غدي الفالح
وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الكويت، في جولة خليجية تستمر لمدّة يومين، يلتقي خلالها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حيث سيتم التباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك، بعد زيارته للرياض الأسبوع الماضي، حيث التقى الملك سلمان وعقدت قمة مصرية سعودية.
وكان المستشار الأسبق لمجلس الوزراء السعودي الجنرال المتقاعد أنور عشقي قد أشار إلى أن “الجولات التي يقوم بها الرئيس المصري تأتي في إطار التشاور حول “الناتو العربي” ومخطط لها استراتيجياً، لأنها تهدف إلى قطع ثمرة الإرهاب واعادة الإستقرار للدول العربية”.
ونقلت صحيفة “الحياة” عن مصادر مصرية وصفتها بالمطلعة قولها إن زيارات السيسي تهدف إلى “تعزيز العلاقات الثنائية ورفع مستوى التنسيق والتعاون العربي لمحاولة التوصل إلى حلول لأزمات المنطقة”.
ورجّح بعض المحللين أن تكون مهمة السيسي قد طُورّت ودُجّنت أميركياً، في ضوء التحركات الإقليمية لتشكيل “ناتو عربي” ضد الإرهاب بالمفهوم السعودي والإسرائيلي والأميركي، وهو ما عبر عنه بصراحة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، حيث أعلن “انتهاء العداء مع العرب وبداية التحالف”.
من ناحية أخرى، يمثل الأمر مكسباً مهماً للسيسي، فالحديث عن اختيار مصر لقيادة الحلف العربي المزمع تشكيله واستضافته، يمثل أبرز تجليات علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيسي، علاوة على أنه يعد موافقة أميركية على مساعي الرئيس المصري المستمرة لتشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة، قوبلت ببرود خليجي في ما مضى.
يشير الكاتب المصري محمد ممدوح إلى أن “الناتو العربي” المزمع تشكيله لن يكون لمواجهة إيران بقدر ما سيكون لمواجهة “الإسلاميين” على مختلف أطيافهم في المنطقة، بداية من تنظيم “داعش”، وليس انتهاءً بـ”الإخوان المسلمين”.
يبدو في هذا الإطار أنّ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضاً إلى الكويت في الأيام المقبلة، ليست وليدة الصدفة. فقد نقلت وكالة “الأناضول” التركية عن أوساط سياسية ومراقبين القول إن أردوغان يريد دعماً كويتياً “حيال القضايا الإقليمية وإنشاء مناطق آمنة في سوريا ومكافحة تنظيم “داعش”.