أخبار عاجلة

هل ترغب السعودية وروسيا حقا في رفع أسعار النفط؟

في وقت يرغب فيه السعوديون والروس في الظهور وكأنهما "يفعلان شيئًا" بشأن انخفاض أسعار النفط تظهر المؤشرات انهما لا يفعلان ما يكفي لدفع الأسعار لأعلى. فالأسعار الحالية قد تناسبهما بحسب تقرير لموقع "أويل برايس" الاقتصادي.

تقرير شيرين شكر

كان من المقرر أن ترتفع أسعار النفط على إثر الجهود السعودية الروسية بعد أكثر من عامٍ من الإجراءات القياسية، إلا ان أسعار النفط انخفضت مؤخرًا، من حوالي 54 دولارًا للبرميل إلى أقل بقليل من 50 دولارًا مع إغلاق يوم الجمعة.

وزير الطاقة الروسي أعلن في اليوم نفسه، أنّ موسكو قد حققت حاليًا هدفها المتمثل في خفض إنتاج النفط بمقدار 300 ألف برميل يوميًا. وكان قد سبقه بأسبوع واحدٍ فقط، وزير الطاقة السعودي وأشار إلى أنّ هناك زخم متزايد في منظمة اوبك حول تمديد تخفيضات الإنتاج بعد يونيو لمدة ستة أشهر أخرى ويأتي هذا الإعلان بعد ستة أسابيع من إعلان الوزير نفسه أنّ أوبك لن تفكر في تمديد التخفيضات.

موقع "أويل برايس" المتخصص بمتابعة أسعار النفط، نشر تقريرا للمحلل الاقتصادي كورت كوب، حيث شكك الكاتب في صدق السعودية وروسيا، معتقد أنّهما لا تزالان ملتزمتين بتضييق الخناق على (النفط الصخري) في الولايات المتحدة.

وأعرب كوب عن عدم اقتناعه بأن المملكة وروسيا تريدان أن ترتفع الأسعار بما فيه الكفاية لتحقيق ربح كافي للنفط الصخري في أنحاء الولايات المتحدة.

كوب أشار إلى أن السعوديين والروس يرغبون في الظهور وكأنهما "يفعلان شيئًا" بشأن انخفاض أسعار النفط. لكنّهما ببساطة لا يفعلان ما يكفي لدفع الأسعار لأعلى. فالأسعار الحالية قد تناسبهما.

وفي الوقت نفسه، يطرح منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة أسعارًا أقل للنفط الصخري الباهظ نسبيًا.

وتواجه شركات الخدمات النفطية ومصنعي المعدات أوضاعٌ محبطة، ما أضطرهم إلى تخفيض الأسعار للحفاظ على بعض العائدات التي تأتي في السوق والحفاظ على حصتهم في السوق حتى مرحلة الصعود التالية.

وقد أثر كل ذلك على المضاربة في عقود النفط الآجلة، وفي تقرير السوق النفطية الأخير، توقعت وكالة الطاقة الدولية انخفاض نمو الطلب على النفط في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

وكلما ظل الاستثمار طويل الأجل منخفضًا، كلما ارتفعت أسعار النفط بشكلٍ أكبر نتيجةً لانكماش القدرة الإنتاجية، وارتفاع الطلب أو كليهما. وسيكون المشترون في النهاية على حق.  ويهتم كوب في مقاله بطرح سؤال إن كانوا سيصبرون طويلًا بما فيه الكفاية للوصول إلى مبتغاهم.